للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ذعرني وإنه لخير، ولقد ذعرني وإنه لخير، قوم جلوس في المسجد ورجل يقول سبحوا كذا وكذا، احمدوا كذا وكذا، قال فانطلق عبد الله وانطلقنا معه حتى أتاهم فقال: ما أسرع ما ضللتم وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحياء، وأزواجه شوابّ، وثيابه وأبنيته لم تغير، احصوا سيئاتكم، فأنا أضمن على الله أن يحصي حسناتكم، رواه الطبراني في الكبير، وفيه مجالد بن سعيد وثقه النسائي، وضعفه البخاري وأحمد بن حنبل ويحيى.

وعن أبي البختري قال: بلغ عبد الله بن مسعود أن قوماً يقعدون بين المغرب والعشاء يقولون قولوا كذا قولوا كذا، قال عبد الله: إن فعلوا فآذنوني، فلما جلسوا أتوه فانطلق معهم، فجلس وعليه برنس فأخذوا في تسبيحهم، فحسر عبد الله عن رأسه البرنس وقال: أنا عبد الله بن مسعود -فسكت القوم- فقال: لقد جئتم بدعة ظلماً، وإلا فضللنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. فقال عمرو بن عتبة بن فرقد: استغفر الله يا ابن مسعود وأتوب إليه، فأمرهم أن يتفرقوا، قال: ورأى ابن مسعود حلقتين في مسجد الكوفة فقام بينهما فقال: أيتكما كانت قبل صاحبتها؟ قالت إحداهما: نحن، فقال للأخرى: قوموا إليها، فجعلهم واحدة، رواه الطبراني في الكبير وفيه عطاء بن السائب وهو ثقة ولكنه اختلط، وفي بعض طرق الطبراني الصحيحة المختصرة: فجاء عبد الله بن مسعود متقنعاً فقال: من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا عبد الله بن مسعود، إنكم لأهدى من محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه، أو أنكم لتعلقون بذنب ضلالة، وفي رواية لعطاء بن السائب فقال ابن مسعود: لئن اتبعتم القوم لقد سبقوكم سبقاً بعيداً بيناً، ولئن أخذتم يميناً وشمالاً لقد ضللتم ضلالا بعيداً. اهـ.

وعن حذيفة رضي الله عنه قال: يا معشر القراء استقيموا، فقد سبقتم سبقاً بعيداً، وإن أخذتم يميناً وشمالاً لقد ضللتم ضلالاً بعيداً. رواه البخاري.

وأيضاً عن حذيفة قال: كل عبادة لا يتعبدها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تعبدوها، فإن الأول لم يدع للآخر مقالاً، فاتقوا الله يا معشر القراء وخذوا طريق من قبلكم. رواه أبو داود.

إذا دريت ما ذكرنا من الأحاديث والآثار فقد علمت أن قرن الصحابة كانت السنة

<<  <   >  >>