للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(ي) تصريف الحروف وما أشبهها:

المراد بالحروف - هنا - حروف المعاني؛ نحو ((مِنْ)) و ((إلَى)) و ((حَتّى)) و ((عَلَى)) و ((لَنْ)) و ((لولا)) و ((لكن)) وهي كثيرة.

والمراد بما أشبه الحروف: الأسماء المتوغّلة في البناء كالضّمائر، وأسماء الاستفهام، والشّرط، وأسماء الأفعال، والأسماء الموصولة، وأسماء الإشارة.

ومن المتعارف عليه أنّه لا حظّ للحروف وما أشبهها في التّصريف؛ لأنّها مجهولة الأصل ١؛ ولعدم قبولها للتغيير ٢؛ فلا يكون فيها زيادة؛ لأنّ الزّيادة ضربٌ من التّصريف، ولا يكون ذلك في الحروف ٣.

قال ابن مالك في عدم تصرّف الحروف وأشباهها:

حَرْفٌ وَشِبْهُهُ مِنَ الصّرْفِ بَرِيْ ... وَمَا سِوَاهُمَا بِتَصْرِيفٍ حَرِيْ (٤)

وهذا يعني أنّ ما ينطق به وما أشبهه هو أصله بغير زيادة أو نقصان؛ فأصل ((مَنْ)) و ((مَتَى)) و ((لكن)) و ((هو)) و ((ذا)) و ((هنا)) : (م ن) و (م ت ا) و (ل ن) و (ل اك ن) و (? و) و (ذا) و (? ن ا) .

ويؤدّي تصريف الحروف وما أشبهها إلى تداخل الأصول. وربّما وضع الحرف بسبب ذلك في غير مكانه في بعض المعاجم؛ كصنيع

١ ينظر: الممتع ١/٣٥، وشرح المرادي ٥/٢١٠، والتّصريح ٢/٣٥٤.

٢ ينظر: شرح ابن النّاظم ٨٢٠.

٣ ينظر: شرح المفصّل لابن يعيش ٩/١٤١، والإيضاح في شرح المفصّل ٢/٣٧١، والأشباه والنّظائر ١/٤٥٢.

٤ ينظر: الألفيّة ٣٧٥ (ضمن مجموع مهمّات المتون) .

<<  <  ج: ص:  >  >>