للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرَّجلُ يَألَهُ إليه بمعنى: عَبَدَ، أو أَلِهَ بمعنى: تَحَيَّرَ، أو فَزِعَ، أو بمعنى: أَلِهْتُ إلى فلانٍ؛ أي: سكنْتُ إليه؛ فليس ببعيد أن تكون الهمزة -أيضاً- بدلاً من الواو؛ فيعود إلى (ول هـ) . والوزن: (العَال) أيضاً.

وذهب بعضهم١ إلى أنَّ أصله (ل ي هـ) من (لاَهَ) على زنة فَعَلَ –يليه لَيْهاً؛ إذا احتجب وتستَّرَ. أو من (ل وهـ) من (لاَهَ) يَلُوهُ؛ إذا ارتفعَ؛ وقد كانت العرب تقول لكلّ شيء مرتفعٍ: لاَهٌ؛ يقولون إذا طلعت الشَّمس: لاَهَتْ، ثمَّ دَخَلَتِ الألفُ واللاَّم تعظيماً؛ وفُخِّمَت اللاَّم الأولى. قال الأعشى:

كَحَلْفَةٍ مِنْ أبي رِيَاحٍ ... يَسْمَعُهَا لاَهُهُ الكُبَارُ٢

وأبو رياحٍ هو النَّبيُّ صالح - عليه السلام -.

وقال ذو الإصبع العَدْوَانِيُّ:

لاَهِ ابْنُ عَمِّكَ لا أَفْضَلْتَ في حَسَبٍ ... عَنِّي، ولا أَنْتَ دَيَّانِي فَتَخْزُونِي٣

يريد: للَّه ابن عمِّك؛ فحَذَفَ لامَ التَّعريف؛ على قول جماعةٍ من


١ ينظر: الكتاب ٣/٣/٤٩٨، واشتقاق أسماء الله٢٧، والبارع١٠٨، والصِّحاح (ليه) ٦/٢٢٤٨، والجامع لأحكام القرآن١/١٠٣.
٢ ينظر: ديوانه ٣٣٣.
٣ ينظر: المفضليات١٦٠، وإصلاح المنطق٣٧٣، ومجالس العلماء٥٧، والزَّينة٢/١٤، واشتقاق أسماء الله٢٧، والبارع١٠٨، والأزهية٢٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>