للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحسبك، فيسجد للمخلوق كما يسجد المشركون لشيوخهم يحلق رأسه له، ويحلف باسمه، وينذر له، ويسجد لقبره بعد موته، ويستغيث به في حوائجه ومهماته، ويرضيه بسخط الله، ولا يسخطه في رضا الله، ويتقرب إليه أعظم مما يتقرب إلى الله ويحبه ويخافه ويرجوه أكثر مما يحب الله ويخافه ويرجوه أو يساويه.

فإذا هضم الخلوق خصائص الربوبية، وأنزله منزلة العبد المحض الذي لا يملك لنفسه فضلًا عن غيره ضرًا ولا نفعًا ولا موتًا ولا حياة ولا نشورًا لم يكن هذا تنقصًا له ولا حطًا من مرتبته ولو رغم المشركون.

وقد صح عن سيد ولد آدم صلوات الله وسلامه عليه أنه قال: "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبد الله فقولوا عبد الله ورسوله" (١).

وقال : "لا تتخذوا قبرى عيدا" (٢).

وقال : "اللهم لا تجعل قبرى وثنا يعبد" (٣).

وقال : "لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان" (٤).


(١) تقدم تخريجه.
(٢) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف برقم (٧٦٢٦)، وإسماعيل القاضي في فضل الصلاة على النبي برقم (٣٠)، وصححه الألباني في تحذير الساجد (ص ١٤١).
(٣) أخرجه الإمام مالك في الموطأ برقم (٤١٤) وعبد الرزاق في المصنف برقم (١٥٨٧).
(٤) أخرجه الإمام أحمد في المسند (٥/ ٣٨٤، ٣٩٤، ٣٩٨). وأخرجه أبو داود في السنن، كتاب الأدب، باب لا يقال خبثت نفس (١٥/ ٢٥٩) ح ٤٩٨٠. وأخرجه أبو داود في السنن، كتاب الأدب، باب لا يقال خبثت نفس (٥/ ٢٥٩) ح ٤٩٨٠. وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، باب النهي أن لا يقال خبثت نفس (٥/ ٢٥٩) ح ٤٩٨٠. وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، باب النهي أن يقال ما شاء الله وشاء فلان (ص ٥٤٤) ح ٩٨٥. وقال النووي: رواه أبو داود بإسناد صحيح. رياض الصالحين (ص ٦١١).

<<  <   >  >>