للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أصلهم أن النبوة مكتسبة، وكان السهروردي المقتول يطلب أن يكون نبياً، وكذلك ابن سبعين، وغيره١.

النبوة الحق

والنبوة الحق: هي [إنباء] ٢ الله لعبده، ونبي الله: مَنْ كان الله هو الذي ينبئه، ووحيه من الله، وهؤلاء٣ وحيهم من الشياطين؛ فهم من جنس المتنبئين الكذابين؛ كمسيلمة الكذاب، وأمثاله. بل أولئك٤ أحذق منهم؛ فإنّهم كانت تأتيهم أرواح، فتكلمهم وتخبرهم بأمور غائبة، وهي موجودة في الخارج لا في أنفسهم، وهؤلاء لا يعرفون مثل هذا.


١ وقد نقل عنهم شيخ الإسلام رحمه الله في مواضع من كتبه قولهم بأنّ النبوة مكتسبة، وطلب كبرائهم لها، ومما حكاه من قولهم: "إنّ النبوة مكتسبة. ولهذا كان أكابر هؤلاء يطمعون في النبوة، فكان السهروردي المقتول يقول: لا أموت حتى يُقال لي: قُم فأنذر، وكان ابن سبعين يقول: لقد زَرَب ابن آمنة حيث قال: ((لانبي بعدي)) . ولما جعل خلع النعلين إشارة إلى ذلك، أخذ ذلك ابن قس ونحوه، ووضع كتابه في خلع النعلين واقتباس النور من موضع القدمين من مثل هذا الكلام. ومن هنا دخل أهل الإلحاد؛ من أهل الحلول والوحدة والاتحاد، حتى آل الأمر بهم إلى أن جعلوا وجود المخلوقات عين وجود الخالق سبحانه وتعالى، كما فعل صاحب الفصوص ابن عربي، وابن سبعين، وأمثالهما من الملاحدة المنتسبين إلى التصوف والتحقيق، وهم من جنس الملاحدة المنتسبين إلى التشيع، لكن تظاهر هؤلاء من أقوال شيوخ الصوفية وأهل المعرفة..". درء تعارض العقل والنقل ١٣١٨. وانظر من كتب ابن تيمية: المصدر نفسه ٥٢٢-٢٣، ١٠٢٠٤. ومنهاج السنة النبوية ٨٢٣-٢٥. والرد على المنطقيين ص ٤٨٣. وبغية المرتاد ص ١٩٤. وكتاب الصفدية ١١٦٥، ٢٤٩، ٢٦٢. وشرح الأصفهانية ٢٥٤٧، ٦٣٤. ومجموع الفتاوى ١٢٣٩٣. وانظر هذا الكتاب ص ٤٦٣-٤٧٢، ٥٤٢، ٥٥٧-٥٦٢.
٢ في ((ط)) : أنباء.
٣ كابن عربي، وابن سبعين، والسهروردي، وأمثالهم من الملاحدة.
٤ كمسيلمة الكذاب وأمثاله من المتنبئين.

<<  <  ج: ص:  >  >>