للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوَّاً شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ القَوْلِ غُرُورَاً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} ١، وقال تعالى: {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ ليُوْحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ [لَمُشْرِكُونَ] ٢} ٣.

الذين غلطوا في النبوة

الفلاسفة والباطنية والملاحدة من أبعد الطوائف عن النبوة

وقد غلط في النبوة طوائف غير الذين كذّبوا بها؛ إما ظاهراً وباطناً، وإما باطناً؛ كالمنافق المحض، بل الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أُنزل إلى الرسول، وإلى من قبله، وهم خلقٌ كثيرٌ فيهم شُعبة نفاق، وإن لم يكونوا مكذّبين للرسول من كلّ وجه، بل قد يعظّمونه بقلوبهم، ويعتقدون وجوب طاعته في أمور دون أمور.

وأبعد هؤلاء عن النبوة: المتفلسفة، والباطنية، والملاحدة٤؛ فإن هؤلاء لم يعرفوا النبوة إلا [من] ٥ جهة القدر المشترك بين بني آدم؛ وهو


١ سورة الأنعام، الآية ١١٢.
٢ في ((خ)) : لمشتركون.
٣ سورة الأنعام، الآية ١٢١.
٤ سبق في هذا الكتاب الكلام عن النبوة عند الفلاسفة. انظر ص ١٥٦، ٦٠٩-٦١٢، ٦٣٥-٦٣٦ من هذا الكتاب.
وانظر من كتبه الأخرى رحمه الله: مجموع الفتاوى ٩٨٥. ومنهاج السنة النبوية ١٦، ٣٥٧،، ٢٤١٥-٤١٦،، ٨٢٣-٢٥. والفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ص ٢٠٤. وكتاب الصفدية ١٢٠٢-٢٠٣. وبغية المرتاد ص ٣٨٤. ودرء تعارض العقل والنقل ١١٧٩. والرد على المنطقيين ص ٣٩٤، ٤٤٣-٤٤٤، ٤٧١، ٤٨٦-٤٨٧. وانظر أعلام النبوة للماوردي ص ٢٠.
٥ ما بين المعقوفتين ملحق في ((خ)) بين السطرين.

<<  <  ج: ص:  >  >>