للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال بعضهم: ليس الشأن في أن تُحبّه، الشأنُ في أن يكونَ هو يُحِبُّكَ١. وهو إنّما يُحِبُّ من اتَّبع الرسول، وإلا فالمشركون وأهل الكتاب يدّعون أنّهم يُحبُّونه، وأولئك٢ غلطوا [بنفي] ٣ محبّته، وهؤلاء٤ أثبتوا محبّة شركيّة، لم يثُبتوا محبّة توحيديّة خالصة٥، وقد قال تعالى: {وَمِنَ النَّاْسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُوْنِ اللهِ أَنْدَاْدَاً يُحِبُّوْنَهُمْ كَحُبِّ اللهِ وَالَّذِيْنَ آمَنُوْا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ} ٦.

أقسام الناس في المحبة

فالأقسام ثلاثة٧: أولئك٨ معطّلة للمحبّة، وحقيقة قولهم تعطيل العبادة مطلقاً. وهؤلاء٩ مشركون في المحبّة؛ فهم مشركون في العبادة. أولئك مستكبرون عن عبادته، والكبر لليهود. وهؤلاء مشركون في عبادته، والشرك للنصارى.

لفظ الإسلام

وكلّ واحدٍ من المستكبرين والمشركين ليسوا مسلمين، بل الإسلام هو الاستسلام لله وحده. ولفظ الإسلام يتضمّن الإسلام، ويتضمّن


١ نقله ابن كثير في تفسيره ١٣٥٨ عند تفسيرقوله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّوْنَ اللهَ فَاتَّبِعُوْنِيْ} [آل عمران ٣١] وقال: عن بعض العلماء والحكماء.. ولم يعزه لأحد.
٢ أي الجهميّة، ومن تبعهم من أهل الكلام..
٣ ليست في ((خ)) . وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٤ أي الصوفيّة.
٥ وقد قال عنهم شيخ الإسلام رحمه الله: "لكنهم قصروا في الأمر والنهي، والوعد والوعيد، وأفرطوا حتى غلا بهم إلى الإلحاد، فصاروا من جنس المشركين".
مجموعة الرسائل والمسائل ٤٣٠٠.
٦ سورة البقرة، الآية ١٦٥.
٧ انظر: بيانها في مجموع الفتاوى ١٠٨٢، ٦٨٣، ٦٨٤.
٨ أي الجهميّة ومن تبعهم من المتكلمين.
٩ أي الصوفيّة.

<<  <  ج: ص:  >  >>