للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حيث قتلوا من المسلمين في المطاف من لا يحصى وقلعوا الحجر الأسود ونقلوه إلى بلادهم، وفعلوا الأفاعيل المخزية في الحرم، وقد أعيد الحجر بعد ذلك، كل هذا لا يعارض الآية لأن ذلك إنما وقع بأيدي المنتسبين إلى الإسلام، فهو موافق لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "لن يستحل هذا البيت إلا أهله" (١) فوقع ما أخبر به النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وهو من علامات نبوته عليه الصلاة والسلام (٢).

وقد أشار ابن رجب رحمه الله تعالى إلى العلامات الواردة في الأحاديث السابقة فقال: "وقد أخبر النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أن هذا البيت يحج ويعتمر بعد خروج يأجوج ومأجوج، ولا يزال كذلك حتى تخربه الحبشة ويلقون حجارته في البحر، وذلك بعد أن يبعث الله ريحًا طيبة تقبض أرواح المؤمنين كلهم فلا يبقى على الأرض مؤمن، ويسري بالقرآن من الصدور والمصاحف فلا يبقى في الأرض قرآن ولا إيمان ولا شيء من الخير فبعد ذلك تقوم الساعة ولا تقوم إلا على شرار الناس" (٣) ا. هـ.

ثانيًا: العلامات الكبرى:

١ - طلوع الشمس من مغربها:

طلوع الشمس من مغربها من علامات الساعة الكبرى كما هو ثابت بالكتاب والسنة.

وطلوع الشمس من مغربها من الآيات العظام التي تحدث على خلاف ما نعهده الآن من طلوعها من المشرق، وذلك بقدرة القدير الذي


(١) جزء من حديث تقدم تخريجه (ص ٦٧١).
(٢) انظر: شرح مسلم للنووي (١٨/ ٣٥) وفتح الباري (٣/ ٤٦١، ٤٦٢) و (٤/ ٣٤١).
(٣) لطائف المعارف (ص ٩٧).

<<  <   >  >>