فغَرَامي من بَعْدِهم لي غَريم … ليس يَنْفَكُّ والسَّقَامُ ردَائِي
خَيَّمُوا يَوْمَ بَيْنِهم في فُؤادِي … وأقامُوا في مَنْزِل البُعَدَاءَ
ليسَ آسَي على الحَيَاة لأنِّي … بَعْدَهم في مَرَاتب الشُّهَدَاءَ
أنْشَدَني أبو المَحَامِد إسْمَاعِيْل بن حَامِد بن عبد الرَّحْمن القُوصِيّ، قال: أنْشَدَني الأَمِين وَجِيْهُ الدِّين أبو المَعَالِي أَسْعَد بن عبد الرّحْمن بن الخَضِر بدِمَشْق في شُهُور سَنَة أرْبَعٍ وسِّتمائة لنَفْسِه (١): [من الوافر]
إذا ما دارت الأفْلَاكُ يَوْمًا … بسَعْدكَ فهي تأبَى أنْ تُكَادَا
فمهما اسْطَعْتَ من خَيْر فعَجِّل … به ما دُمْتَ تأمَنُ أنْ تُعَادَا
فكم من جَمْرة أمْسَتْ سَعيرًا … فلمَّا أصبَحَتْ أضْحَتْ رَمَادَا
وأنْشَدَني أبو المَحَامِد، قال: أَنْشَدَني أسْعَدُ لنَفْسِه لُغْزًا في القَلَم: [من الطويل]
وأَصْفَرَ لا مِن عِلَّةِ فنَعُودُهُ … وليسَ بهِ ما تَشْتَهيهِ الشَّوَامِتُ
إذا رُمْتَ منهُ نَشْرَ كُلِّ فَضِيْلةِ … أتَاكَ بها عن قُدْرَة وَهْوَ صَامِتُ
أخْبرَني أبو عَبْد الله مُحَمَّد بن يُوَسُف البِرْزَاليّ بحَلَب، قال: في لَيْلَة الجُمُعَة ثالث صَفَر سَنَة أرْبَعٍ وثَلاثين وسِّتمائة تُوفِّي الوَجِيْهُ أبو التَّمَّام أسعَدُ بن عبْدِ الرَّحْمن بن هِبَة الله بن حُبَيْش التَّنُوخِيَّ.
ثمّ إنِّي وقفْتُ بعد ذلك على مُعْجَم أبي عَبْدِ الله البِرْزَاليّ، وذَكَر فيه حَدِيثًا عنه، وقال: وتُوفِّيَ هذا الشَّيْخ في سَنَة خَمْسٍ وثَلاثين وسِّتمائة ببُسْتَانه بقَرْيَة المِزَّة.
أنْبَأنَا أبو مُحَمَّد عبد العَظِيْم بن عَبْد القَوِيّ المُنْذِريّ، قال في ذِكْر مَنْ ماتَ [سَنَة أرْبَعٍ وثَلاثين] (٤) وسِّتمائة، في كتاب التَّكْمِلَة لوَفَيَات [النَّقَلَة (٢): وفي] لَيْلَة
(a) هذا النقل المأخوذ عن المنذري كتبه ابن العديم في الهامش فطمست بعض كلماته المدرجة بين حاصرتين، واستكماله من ب.