المعرفة: وهذا حديث ضعيف ضعّفه يحيى بن سعيد القطّان، وابن المديني، وابن معين، وسفيان الثوري، وحبيب لم يسمع من عروة بن الزبير شيئا، وقد تقدم في باب القبلة من أمر هذا الحديث شيء كثير، وأنّ أبا داود أثبت لحبيب سماعا من عروة بن الزبير، ويزيد ذلك وضوحا أن البزار ذكر هذا والقبلة في باب عروة بن الزبير عن عائشة، وكذا نسبه وكيع عند ابن ماجه، عن الأعمش، وإن ثبت هذا فيكون إسناده صحيحا على شرط الشيخين، وأصله في الصحيحين بلفظ: إن فاطمة سألت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالت: إني أستحاض، فلا أطهر أفأدع الصلاة؟ قال: لا إنّ ذلك عرق، ولكن دعي الصلاة قدر الأيام التي كنت تحيضين فيها، ثم اغتسلي وصلي.
وفي لفظ: إنما ذلك عرق، وليس بالحيضة، فإذا أقبلت الحيضة فاتركي الصلاة، فإذا ذهب قدرها فاغسلي عنك الدم وصلي.
وذكر الدارقطني أنّ محمد بن عمرو بن علقمة رواه عن الزهري، فأتى به بلفظ أغرب فيه، وهو قوله: إن دم الحيض دم أسود يعرف.
وفي كتاب المسائل لعبد الله قال: سمعت أبي يقول: كان ابن أبي عدي ثنا بهذا عن عائشة، ثم تركه بعد، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، وقال أبو حاتم: لم يتابع ابن عمرو على هذه الرواية.
وقال ابن القطان: وهذا فيما أرى منقطع، وذلك أنه حديث انفرد بلفظه محمد بن عمرو، عن الزهري، عن عروة عن فاطمة أنها كانت تستحاض. فهو على هذا