وذكر البيهقي أنّ أيوب ومحمدا ضعيفان، وكذا قاله الحازمي وابن طاهر وابن الجوزي في العلل المتناهية، ورواه أيضا رجل آخر يسمى أيوب بن محمد عن قيس بن طلق.
قال الحربي في كتاب العلل: قول عبد الحميد بن جعفر عن أيوب بن محمد عن قيس بن طلق في مس الذكر لا أعرفه، بل أعرف لأبي داود شيخا يقال له: أيوب بن محمد عجلي، روى عن بشير بن علي وطيسلة بن علي، وأيوب بن محمد شيخ مصري يلقب أبا الجمل، ثنا عنه عبد الله بن صالح بحديث عن أيوب بن موسى عن يحيى بن أبي كثير، فلعل عبد الحميد أراد هذا، أو أراد أيوب أخا محمد بن جابر، فقال: ابن محمد، أو أراد يقول: أيوب بن عتبة، وكان هذا أشبه من روى الحديث ممن يقال له: أيوب، تسعون رجلا، وضعف هذا الحديث أيضا يقتضى من طلق الراوي له عن أبيه.
[وفي تاريخ أبي زرعة: كان أحمد يضعف رواية أيوب عن يحيى بن أبي كثيِر، قال:] ذكر ابن أبي حاتم في كتاب العلل: سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه محمد بن جابر عن قيس بن طلق عن أبيه في مس الذكر، فلم يثبتاه، وقالا: قيس بن طلق ليس ممن تقوم به حجة، ووهّناه. وفي كتاب العلل للخلال: قيل له - يعني للإِمام أحمد -: حديث قيس بن طلق عن أبيه، قال: قد روى، وغيره أثبت منه.
وقال الشافعي في القديم: وزعم بعض من خالفنا أن قاضي اليمامة - يعني: أيوب بن عتبة ومحمد بن جابر - ذكرا عن قيس بن طلق عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدلّ على ألا وضوء منه.