للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأنشدَ غيره:

للناس عَشْرٌ وعيدُ … وأنا فقيرٌ وحيدُ

يا غايتي ومُنَايَ … قد لَذَّ لي ما تريدُ

وأنشد الشِّبْليُّ:

ليس عيدُ المحِبِّ قَصْدَ المُصَلَّى … وانتظارَ الأمير والسلطان

إنَّما العيدُ أن تكونَ لَدَى الحِـ … ـبِّ كريمًا مقرَّبًا في أمانِ (١)

وأنشد (٢):

إذا ما كنت لي عيدًا … فما أصنَعُ بالعيدِ

جَرَى حُبُّكَ في قلبي … كجري الماءِ في العودِ

وأنشد (٣):

قالوا غدًا لعيدُ ماذا أنْتَ لابسُهُ … فقلْتُ خِلْعَةَ ساقٍ حُسْنُهُ (٤) بَرَعَا

صَبْرٌ وفَقْرٌ هما ثَوْبانِ تحتَهُما … قَلْبٌ يَرَى إلفَه الأعيادَ والجمُعَا

أَحْرى الملابسِ أن تلْقَى الحبيبَ به .. يومَ التزاورِ في الثَّوْب الَّذي خَلَعا

الدَّهْرُ لي مأتمٌ إن غبْتَ يا أملي … والعِيدُ ما كنتَ لي مَرْأَى ومستمَعَا

وأمَّا أعياد المؤمنين في الجنة فهي أيام زيارتهم لربِّهم عزَّ وَجَلَّ، فيزورونه ويكرمهم غايةَ الكرامةِ، ويتجلَّى لهم فينظرون إليه، فما أعطاهم شيئًا هو أحبُّ إليهم من ذلك. وهو الزِّيادة التي قال الله تعالى فيها: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} (٥). ليس للمحبِّ عيد سوى قرب محبوبه.

إن يومًا جامعًا شَمْلِي بهم … ذاكَ عيدٌ ليس لي عيدٌ سِواه

كُلُّ يوم كان للمسلمين عيدًا (٦) في الدنيا، فإنَّه عيدٌ لهم في الجنَّة، يجتمعون


(١) في ش: "في المكان".
(٢) في آ: "وأنشد أيضًا"، وفي ش: "وأنشد غيره".
(٣) في ش: "وأنشد آخر".
(٤) في آ، ش، ع: "حُبُّهُ جُرعا".
(٥) سورة يونس الآية ٢٦.
(٦) في ش، ع: "عيد" بالرفع.

<<  <   >  >>