للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من درّة بيضاء، ولبنة من ياقوتة حمراء، ولبنة من زبرجدة خضراء، ملاطها المسك، وحصباؤها اللؤلؤ، وحشيشها الزّعفران، ثم قال لها: انطقي، قالت:

قد أفلح المؤمنون، قال: وعزّتي وجلالي لا يجاورني فيك بخيل» (١).

وروى عطية، عن أبي سعيد، قال: إنّ الله خلق جنّة عدن من ياقوتة حمراء، ثم قال لها: تزيني فتزيّنت، ثم قال لها: تكلّمي فقالت: طوبى لمن رضيت عنه؛ ثم أطبقها وعلّقها بالعرش، فهي تفتح في كلّ سحر، فذلك برد السّحر. وعن ابن عبّاس، قال: كان عرش الله على الماء، ثم اتخذ لنفسه جنّة، ثم اتخذ دونها أخرى، وطبّقهما بلؤلؤة واحدة لا يعلم الخلائق ما فيهما وهما اللتان لا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين.

وذكر صفوان بن عمرو، عن بعض مشايخه، قال: الجنة مائة درجة:

أولها: درجة فضة، وأرضها فضة، ومساكنها فضّة، وترابها المسك. والثانية:

ذهب، وأرضها ذهب، وآنيتها ذهب، وترابها المسك. وثالثها: لؤلؤ، وأرضها لؤلؤ، وآنيتها لؤلؤ، وترابها المسك، وسبع وتسعون بعد ذلك ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر ثم تلا، {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [السّجدة: ١٧].

وفي «الصحيحين» عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، قال: «يقول الله عزّ وجلّ: أعددت لعبادي الصّالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر». ثم يقول أبو هريرة: اقرءوا إن شئتم {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [السّجدة: ١٧] (٢).


(١) عزاه المنذري (٦/ ٢٨٦) إلى ابن أبي الدنيا، وضعفه الألباني في «الضعيفة» (١٢٨٥).
(٢) أخرجه: البخاري (٤/ ١٤٣)، (٦/ ١٤٥)، (٩/ ١٧٦) (٤٧٨٠، ٤٧٧٩، ٣٢٤٤، ٧٤٩٨)، ومسلم (٨/ ١٤٣) (٢٨٣٤).

<<  <   >  >>