للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نحن نقول: هي ليلة سبع وعشرين؛ لما جاءنا عن أبيّ بن كعب. وممّن قال بهذا أبيّ بن كعب - وكان يحلف عليه ولا يستثني - وزرّ بن حبيش، وعبدة بن أبي لبابة.

وروي عن قنان بن عبد الله النهمي، قال: سألت زرّا عن ليلة القدر، فقال:

كان عمر وحذيفة وأناس من أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم لا يشكّون أنّها ليلة سبع وعشرين. خرّجه ابن أبي شيبة (١)، وهو قول أحمد وإسحاق.

وذهب أبو قلابة وطائفة إلى أنّها تنتقل في ليالي العشر. وروي عنه أنّها تنتقل في أوتاره خاصّة. وممن قال بانتقالها في ليالي العشر: المزنيّ، وابن خزيمة.

وحكاه ابن عبد البرّ عن مالك والثوريّ والشافعي وأحمد وإسحاق وأبي ثور؛ وفي صحّة ذلك عنهم بعد؛ وإنّما قول هؤلاء أنّها في العشر، وتطلب في لياليه كلّه.

واختلفوا في أرجى لياليه كما سبق، واستدلّ من رجّح ليلة سبع وعشرين بأنّ أبيّ بن كعب كان يحلف على ذلك، ويقول: بالآية أو بالعلامة التي أخبرنا بها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّ الشمس تطلع في صبيحتها لا شعاع لها. خرّجه مسلم (٢).

وخرّجه أيضا بلفظ آخر عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه، قال: والله، إنّي لأعلم أيّ ليلة هي، هي الليلة التي أمرنا بها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بقيامها، هي ليلة سبع وعشرين.

وفي «مسند الإمام أحمد» عن ابن عبّاس رضي الله عنهما أنّ رجلا قال: يا رسول الله، إنّي شيخ كبير عليل يشقّ عليّ القيام، فمرني بليلة توفّقني فيها لليلة القدر.

قال: «عليك بالسابعة» (٣). وإسناده على شرط البخاري.


(١) أخرجه: ابن أبي شيبة في «مصنفه» (٩٥١٤).
(٢) أخرجه: مسلم (٢/ ١٧٨) (٧٦٢).
(٣) أخرجه: أحمد (١/ ٢٤٠)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (٤/ ٣١٢ - ٣١٣) من طريق الإمام أحمد.

<<  <   >  >>