للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الجَرْجَانِي؟! فقال: كُنا في موضِعٍ فيهِ سِباعٌ، فلمَّا نَظَر إلَيَّ ولَيسَ أنامُ طَرَدَني وقال: ليس تَصحَبُنِي بعد هذا (١).

قال المصنِّفُ قلت: لقد تعدَّى هذا الرَّجل، إذ أرادَ مِن صاحبهِ تغيِيرَ ما طُبعَ عليهِ، ولَيسَ ذلِكَ إليهِ، ولا يُطالِبُهُ بمثلِهِ الشَّرعُ، وما قدرَ على هذ الحالةِ موسى حينَ هرَب من الحية، فهذا كله مُتَنَاهٍ عن الشَّرع ومبناهُ على الجهل.

• أخبرنا ابنُ ظفر، قال: أخبرنا ابنُ السَّرَّاج، قال: أنا الأزْجِيُّ، قال: نا ابنُ جهضمٍ، قال: سمعتُ الخلديَّ يقول: سمعتُ إبراهيم الخوَّاص يقول: سمعتُ حَسَنًا أخَا سِنانَ يقول: كنتُ أسلُكُ طريقَ مكَّةَ فَتدْخُلُ في رِجِلي الشَّوكَةُ فيَمنَعُنِي ما أعتقِدُهُ من التوكُّل أنْ أُخرِجَهَا مِن رِجِلي، فأدلك رِجلي على الأرضِ وأمشِي (٢).

• أخبرنا محمدُ بنُ عبدِ الباقِي بن أحمد، قال: أنبأنا أبو عِليٍّ الحسَنُ بنُ محمدِ بنِ الفضلِ الكرْمَانِي، قال: أخبَرنا سَهلُ بنُ عليٍّ الخشَّاب، قال: أخبَرنا عبدُ الله بنُ عليٍّ السرَّاج، قال: سمعتُ أحمدَ بن عليٍّ الوجيهيَّ يقول: حجَّ الدِّينَوَري (٣) اثنَتَي عَشَرةَ حَجَّةً حافِيًا مكشُوفَ الرَّأس، وكانَ إذا دَخَل في رِجلهِ شوكٌ يَمسحُ رجلَهُ في الأرضِ ويمشي ولا يتطاطا إلى الأرضِ من صحَّةِ توكُّلِهِ (٤).

قال المصنِّفُ قلت: انظرُوا إلى ما يَصنعُ الجهلُ بأهلِهِ، وليسَ مِن طاعةِ اللهِ تعالَى أن يقطَعَ الإنسانُ تلكَ البادِيةَ حافِيًا؛ لأَنهُ يؤذِي نفسَهُ غايةَ الأذَى، ولا مكشوفَ الرأس، وأيُّ قُربٍ تحصُلُ بهذا؟! ولولَا وجوبُ كَشفِ الرَّأسِ في مُدَّة


(١) لم أجد من أخرجه غير المؤلف. ولعل ابن الجوزي نقله عن كتاب ابن جهضم وهو في عداد المفقود.
(٢) أخرجه القشيري في الرسالة ص ١٦٧ أو ١/ ٤٢٥. وانظر: الذي يليه.
(٣) سماه في اللمع حسن القزاز الدينوري وقد روي عنه عدد من الأخبار. انظر: ص ٢٢٣ - ٢٦٧.
(٤) أخرجه الطوسي في اللمع ص ٢٢٣.

<<  <   >  >>