للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رأيتُهُم كأنَّ نفسِي اضطربت، وكانُوا على قارِعَةِ الطريقِ، فقالت لي نفسي: تميلُ يمينًا أو شمالًا، فأبَيتُ عَلَيها إلَّا أن آخذَ على قارِعةِ الطريقِ، فحملتُها على أنْ مَشَيتُ حتى وقَفْتُ عليهِم بالقُربِ منهُم كأحَدِهِم.

ثمَّ رجَعتُ إلى نفسِي لأنظُر كيفَ هِي؟ فإذا الرَّوعُ معي قائمٌ، فأبَيتُ أن أبرَحَ وهذِهِ صِفَتِي، فقعدتُ بينهم ثمَّ نظرتُ بعد قُعُودِي، فإذا الرَّوعُ معي، فأبيتُ أن أبرَحَ وهذ صفتي، فوضعتُ جَنبي ونِمتُ مُضطَجِعًا، فغشانِي النومُ فنمت وأنا على تلك الهَيئة، والسِّباعُ في المكانِ الذي كانوا عَليهِ، فمَضَى بِي وقتٌ وأنا نائم، فاستَيقَظتُ فإذا السِّباعُ قد تفرَّقت ولم يبَق منها شيءٌ، وإذا الذِي كنتُ أجِدهُ قد زالَ، فقُمتُ وأنا على تِلك الهيئةِ فمَشَيتُ (١).

قال المصنِّفُ : هذا الرجلُ قد خالفَ الشَّريعةَ في تعرُّضِهِ بالسِّبَاع (٢)، ولا يحلُّ لأحدٍ أن يتعرَّض لسَبعٍ أو حَيَّةٍ، بل يجبُ عليه أن يفرِّ منه:

° وفي الصحِيحَين أنَّ النبي قال: إذا وقعَ الطاعونُ بأرضٍ وأنتم بها فلا تَقدَمُوا عَليه (٣).

° وقال : فِرّ من المجذُومِ فرارَكَ مِن الأسدِ (٤).


(١) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد ٥/ ٣٤٨.
(٢) جميع النسخ هكذا. وفي بعض نسخ دار الكتب المصرية: للسباع.
(٣) أخرجه مالك في الموطأ ٢/ ٨٩٦ ومن طريقه أخرجه البخاري رقم (٥٧٣٠)، ومسلم (٢٢١٩)، وأبو داود رقم (٣١٠٣)، والنسائي في الكبرى رقم (٧٥٢١)، والإمام أحمد ١/ ١٩٣، ١٩٤، عن عبد الرحمن بن عوف، وأخرجه البخارىِ رقم (٥٧٢٨)، ومسلم رقم (٢٢١٨)، والترمذي رقم (١٠٦٥)، والإمام أحمد ٥/ ٢٠٢ - ٢٠٨ - ٢٠٩ - ٢١٣، عن أسامة بن زيد به . وعن سعد بن أبي وقاص أخرجه مسلم رقم (٢٢١٨)، والإمام أحمد ١/ ١٨٢.
(٤) أخرجه البخاري معلقًا رقم (٥٧٠٧)، وأخرجه أحمد في المسند ٢/ ٤٤٣ والبغوي في شرح السنة رقم (٣٢٤٧) وقال: هذا حديث صحيح والحديث صححه الألباني في صحيح الجامع الصغير رقم (٧٤٠٦)، =

<<  <   >  >>