للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، إني أنهاكم عن ذلك" ١.

واتخاذ القبور مساجد يشمل ثلاثة معاني:

الأول: السجود إليها واستقبالها عند الصلاة والدعاء

فقد كانوا يسجدون لها تعظيما، ويتوجهون إليها في صلاتهم، فلذلك لعنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونهى أمته عن مشابهتهم بعمل مثل هذه الأعمال كما جاء في الأحاديث السابقة وكما في حديث أبي مرثد الفنوي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تجلسوا على القبور، ولا تصلوا إليها" ٢.

الثاني: بناء المساجد على القبور وقصد الصلاة فيها

وهذا يشمل بناء المساجد على القبور أو إدخال القبور في المساجد، فالعلة الموجودة للنهي قائمة على كلا المعنيين، وقد ذكر البخاري رحمه الله تعالى ذلك في بابين:

أحدهما: باب ما يكره من اتخاذ القبور، وأورد تحته حديث عائشة رضي الله عنها المتقدم، والذي فيه لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم لليهود والنصارى، وأثرا عما حدث لامرأة الحسن بن الحسن بن عليّ رضي الله عنهما ونصه: "لما مات الحسن بن الحسن بن عليّ رضي الله عنهم ضربت امرأته


١ تقدم تخريجه ص ٢٨٩.
٢ صحيح مسلم بشرح النووي ٣/٦٢.

<<  <   >  >>