للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولقد كان حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الباب شديدا، فبين المشروع من ذلك بياناً واضحاً جلياً وأمر به وحث عليه، وحذر مما يخالفه أو يكون وسيلة وذريعة إليه أشد التحذير، إذ هو سبب كل شر، وأصل كل شرك في الأرض منذ ظهر الشرك أول ما ظهر في قوم نوح عليه السلام.

الرابع: بعض ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في التحذير والنهي عن ذلك:

فمن ذلك ما روته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها وأم حبيبة رضي الله عنها ذكرتا لرسول الله صلى الله عليه وسلم كنيسة رأتها بأرض الحبشة وما فيها من الصور، فقال: "أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح أو العبد الصالح بنوا على قبره مسجد، وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله" ١ متفق عليه.

ولهما أيضا عنها رضي الله عنها قالت: "لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة على وجهه فإذا اغتم كشفها فقال وهو كذلك: "لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد"، يحذر ما صنعوا ولولا ذلك لأبرز قبره، غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا٢.

وعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس وهو يقول: "إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل، فإن الله قد اتخذني خليلا، ولو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، ألا وإن


١ البخاري مع الفتح ١/٥٣١، ومسلم بشرح النووي ١/٣٧٥.
٢ البخاري مع الفتح ١/٥٣٢، ومسلم بشرح النووي ١/٣٧٧.

<<  <   >  >>