للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وافترى، وقفا ما ليس له به علم، بل إن العلوم الشرعية دالة على ضلاله وجهله.

الأمر الثالث: الزيارة غير الشرعية

وهي إما شركية كزيارة المشركين للقبور لدعاء الموتى وسؤالهم الحوائج من دون الله عز وجل، واعتقاد أنهم يقدرون على ذلك.

وأما بدعية مفضية إلى الشرك كتحري الدعاء عند القبور واعتقاد أنه افضل منه في مكان آخر، أو أن التوسل بهم إلى الله تبارك وتعالى يقتضي الإجابة.

وكلا الزيارتين باطلتان مخالفتان لما شرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم في زيارة القبور، وما سار عليه سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين لهم بإحسان رضي الله عنهم، كما تقدم من الأحاديث الصريحة الصحيحة.

إذ الناس في هذا الباب – أعني زيارة القبور – ثلاثة أقسام: قوم يزورون١ الموتى فيدعون لهم، وهذه هي الزيارة الشرعية، وقوم يزورونهم يدعون بهم وهؤلاء المشركون في الألوهية والمحبة، وقوم يزورونهم فيدعونهم أنفسهم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد" ٢، وهؤلاء المشركون في الربوبية٣.


١ حافظ بن أحمد حكمي – معارج القبول ١/٤٧٩.
٢ مسند الإمام أحمد ٢/٢٤٦. وهو حديث صحيح.
٣ تقي الدين المقريزي – تجريد التوحيد المفيد ص ١٩-٢٠.

<<  <   >  >>