للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

السابعة: براءته عليه السلام من الحول والقوة لقوله: {مَعَاذَ اللَّهِ} أعوذ بالله، {إِنَّهُ رَبِّي} أي: سيدي، {أَحْسَنَ مَثْوَايَ} أي: أكرمني.

الثامنة: أن الاعتذار بحق المخلوق لا بأس به; ولو كان في القضية حق الله، ومعنى {هَيْتَ لَكَ} أي: أقبل.

{وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} ١ فيه مسائل:

الأولى: أن الهم الذي لا يقترن به عمل ولا قول لا يعد ذنبا، كما في الحديث: "إن الله تجاوز لهذه الأمة عما حدثت به أنفسها ما لم تكلم أو تعمل " ٢ ٣.

الثانية: أن الذي صرفه عن ذلك فضل تفضل الله عليه به تلك الساعة، غير إيمانه الأول؛ وهذه من أعظم ما يعرف الإنسان نفسه.

الثالثة: أن هذا الفضل سببه ما تقدم له من العمل الصالح، فمن ثواب العمل حفظ الله للعبد كما في قوله: "احفظ الله يحفظك" ٤ ٥.

الرابعة: معرفة قدر الإخلاص حيث أثنى الله على يوسف أنه من أهله.

الخامسة: السابقة التي سبقت من الله، كما قال أبو عثمان: لأنا بأول هذا الأمر أفرح مني بآخره.


١ سورة يوسف آية: ٢٤.
٢ البخاري: الطلاق (٥٢٦٩) , ومسلم: الإيمان (١٢٧) , والترمذي: الطلاق (١١٨٣) , والنسائي: الطلاق (٣٤٣٣) , وأبو داود: الطلاق (٢٢٠٩) , وابن ماجه: الطلاق (٢٠٤٠) , وأحمد (٢/٣٩٣ ,٢/٤٢٥) .
٣ رواه البخاري (كتب العتق والطلاق والأيمان) ومسلم (إيمان) والترمذي (طلاق) وأبو داود (طلاق) والنسائي (طلاق) وابن ماجة (طلاق) , كما رواه أحمد في مسنده جـ ٢ ص ٤٢٥.
٤ الترمذي: صفة القيامة والرقائق والورع (٢٥١٦) , وأحمد (١/٢٩٣ ,١/٣٠٣ ,١/٣٠٧) .
٥ رواه الترمذي (قيامة) وأحمد في مسنده ج١ ص٣٠٣-٣٠٧.

<<  <   >  >>