والرياضة والدعة وخلافها ومشاركة مزاج سَائِر الْبدن. فالمادة الدموية تدل عَلَيْهَا حمرَة الْموضع إِن لم تكن شَدِيدَة الْغَوْر أَو لم تكن تظهر بعد وَيدل عَلَيْهَا التمدد الشَّديد والمدافعة والضربان والثقل أَيْضا وسالف التَّدْبِير وَمَا علم من أَحْوَال الْبدن الدموي. وَرُبمَا كَانَ الْبدن عَظِيما لحيماً شحيماً وَيكون فِي عرق النسا الدموي الوجع ممتداً طَويلا متشابه الطول يسكّنه الفصد فِي الْحَال. والمادة الصفراوية تدل عَلَيْهَا الْحَرَارَة الشَّدِيدَة الَّتِي تؤذي اللامس مَعَ صغر حجم الْعلَّة وَقلة ثقل وتمدد وَقلة حمرَة وميل من الوجع إِلَى الظَّاهِر من الْجلد واستراحة شَدِيدَة إِلَى الْبرد وَمَا سلف من التَّدْبِير وَسَائِر الدَّلَائِل الَّتِي ذَكرنَاهَا وَحَال الْبدن الصفراوي والمادة البلغمية يدل عَلَيْهَا أَن لَا يتغيّر اللَّوْن أَو يتَغَيَّر إِلَى الرصاصية وَيكون هُنَاكَ قلَّة الالتهاب وَلُزُوم الوجع وفقدان عَلَامَات الدَّم والمرة وَأَن يشْتَد ذهَاب الوجع فِي الْعرض وَأَن يكون الْبدن عبلاً لَيْسَ بلحيم بل هُوَ شحيم. والدلائل الْمَعْلُومَة لهَذَا المزاج مَا سلف. والمادة السوداوية قد يدل عَلَيْهَا خَفَاء الوجع وَقلة التمدد وَقلة الِانْتِفَاع بالعلاج وقشف الْموضع فَلَا يكون فِيهِ ترهّل وَلَا إشراق لون وَرُبمَا ضرب إِلَى الكمودة. وَقد يدل عَلَيْهِ مزاج الرجل وَحَال طحاله وشهوته المفرطة وتدبيره السالف وَسَائِر الدَّلَائِل الَّتِي أَشَرنَا إِلَيْهَا فِي تعرف المزاج السوداوي. وَأما الْمَادَّة المرية فتدل عَلَيْهَا حرارة شَدِيدَة مَعَ شَيْء كالحكة وَمَعَ تضرر شَدِيد بِمَا فِيهِ تسخين وانتفاع شَدِيد بِمَا فِيهِ تبريد وَقبض مَا. وَأما الْمَادَّة الريحية فَيدل عَلَيْهَا التمدد الشَّديد من غير ثقل وَيدل عَلَيْهَا انْتِقَال الوجع وَالتَّدْبِير المولد للرياح. وَأما الْموَاد المختلطة فَيدل عَلَيْهَا قلَّة الِانْتِفَاع بالمعالجات الحارة والباردة وَاخْتِلَاف أَوْقَات الِانْتِفَاع بهَا فينتفع وقتا بدواء ووقتاً آخر بمضاده. وَأكْثر مَا يعرض هَذَا يعرض لأبدان حارة المزاج مرارية فِي الطَّبْع اسْتعْملت تدبيراً مرطباً مبرداً مولداً للبلغم والخام من الأغذية والحركات على الامتلاء فيختلط الخلطان ويندفع الغليظ مِنْهُمَا ببذرقة اللَّطِيف الدموي والمراري إِلَى المفاصل. وَهَؤُلَاء كثيرا مَا يَنْتَفِعُونَ وتسكن أوجاعهم بالغمز الرَّقِيق بِالْأَيْدِي الْكَبِيرَة لِأَن الْخَلْط اللبني يتَحَلَّل وينضج بهَا. وينتفعون بالمروخات المعتدلة الْحَرَارَة مَعَ سُكُون فَإِن الْحَرَكَة مَانِعَة من النضج. معالجات أوجاع المفاصل والنقرس ووجع النسا: إِنَّه إِذا عرف أَن السَّبَب مزاج ساذج سهل تَدْبيره فَإِنَّهُ كثيرا مَا يكون التهاب ساذج بِلَا ورم فَيَكْفِي تَبْدِيل المزاج. وَأعظم مَا يحْتَاج إِلَيْهِ استفراغ الصفراوية وَالدَّم وَكَذَلِكَ قد يكون جمود وَبرد مؤلم فَيَكْفِي تَبْدِيل المزاج. وَأعظم مَا يحْتَاج إِلَيْهِ استفراغ البلغم بتسخين الدَّم. وَكَثِيرًا مَا تكون يبوسة مسخنة فتحتاج إِلَى ترطيب كَمَا تعلم. وَأما إِذا كَانَ السَّبَب الْمَادَّة فَيجب أَن يمْنَع مَا ينصب بالجذب إِلَى الْخلاف وبالتقليل وَيُقَوِّي الْعُضْو لِئَلَّا يقبل الدَّم ويحلل الْمَوْجُود ليعدم وَيرجع فِي جَمِيع ذَلِك إِلَى القوانين الْكُلية. وَإِن كَانَت دموية أَو مَعَ غَلَبَة من الدَّم وَجب أَن يشْتَغل بالفصد من الْجِهَة المضادة وَإِن كَانَ عَاما لمفاصل الْبدن فَمن الْجِهَتَيْنِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://www.shamela.app/page/contribute