غير عرق النسا والنقرس إِذا عولجت واستؤصلت مادتها لم تعد بِسُرْعَة. وَأما عرق النسا والنقرس إِذا عولجت واستؤصلت مادتها فَهُوَ مِمَّا يعود سَرِيعا بِأَدْنَى سَبَب وَذَلِكَ لوضع الْعُضْو. وَهَذِه الْعلَّة مِمَّا تورث خُصُوصا النقرس. ومادة عرق النسا أَكثر مَا يكون فِي الْمفصل فيتحلل مِنْهُ فِي الْعصبَة العريضة وَإِذا أوجع تهَيَّأ لانصباب الْموَاد من جَمِيع الْجَسَد من فَوق إِلَيْهِ غير الْموَاد المحتقنة فِي أول الْأَمر. وَفد يتَّفق أَن لَا يكون فِي الْمفصل بل فِي الْعصبَة العريضة. وَكَثِيرًا مَا تكْثر الرُّطُوبَة المخاطية فِي الْحق فيرخي الرِّبَاط الَّذِي بَين الزَّائِدَة وَالْحق فينخلع الورك قبل وَمَعَ ذَلِك تعرض حَالَة بَين الارتكاز والانخلاع وَهِي أَن تكون سريعة الْخُرُوج سريعة الْعود قلقة جدا. وعرق النسا من أَشد أوجاع المفاصل والكي يُؤمن مِنْهُ. وَأما النقرس من جملَة أوجاع المفاصل فقد يَبْتَدِئ من الْأَصَابِع من الْإِبْهَام وَقد يَبْتَدِئ من الْعقب وَقد يَبْتَدِئ من أَسْفَل الْقدَم وَقد يَبْتَدِئ من جَانب الْقدَم ثمَّ يعم وَرُبمَا صعد إِلَى الْفَخْذ وَقد يتورم وَيُشبه أَن لَا يكون ذَلِك فِي الأوتار والعصبة بل فِي الرباطات والأجسام الَّتِي تحيط بالمفاصل من خَارج على مَا قَالَه جالينوس وَلذَلِك لم يتَّفق أَن يتَأَدَّى حَال المنقرسين فِي أورامهم وأوجاعهم إِلَى التشنج الْبَتَّةَ. وَمِمَّا يعرض لأَصْحَاب النقرس أَن تطول أصفان خصاهم. العلامات: الَّذِي يحْتَاج أَن تعرفه من أَسبَاب هَذِه الْأَمْرَاض بعلاماته أَولا هُوَ حَال ساذجية المزاج أَو تركيبيته مَعَ مَادَّة. والساذج يكون قَلِيلا ونادراً وَيكون فِيهِ وجع بِلَا ثقل وَلَا انتفاخ وَلَا تغير لون وَلَا عَلامَة مَادَّة. وَأما المادي فَأول مَا يجب أَن تعرف مِنْهُ حَال جنس الْمَادَّة وسبيل تعرفه يكون إِمَّا من لون الْموضع وَإِمَّا من لون ورمه مَعَ الوجع كَمَا يكون فِي الخام وَمن الملمس هَل هُوَ بَارِد أَو حَار وملتهب أَو على الْعَادة. وَإِمَّا من أَعْرَاض الوجع هَل هُوَ مَعَ التهاب شَدِيد وضربان أَو مَعَ التهاب معتدل وتمدد أَو مَعَ تمدّد فَقَط وَأما مِمَّا ينْتَفع بِهِ ويسكن مَعَه الوجع إِذا لم يغلظ التخدير فيظن لأجل مُوَافَقَته للبارد أَن الْمَادَّة حادة وَإِنَّمَا يكون قد وَافق بتخديره أَو لم يغلظ ازدياد الوجع عِنْد التبريد المكثف فيظن أَن الْمَادَّة مكثفة بَارِدَة أَو لم يغلظ بِسُكُون الوجع عَن التَّحْلِيل فيظن أَن الْمَادَّة بَارِدَة وَقد تكون حارة فتحللت وَسكن إيجاعها بل يجب أَن يُرَاعى جَمِيع ذَلِك. وَأما من وَقت الوجع وازدياده هَل هُوَ فِي الْخَلَاء أَو الامتلاء أَو فِي حَال الْمُبَادرَة إِلَى الورم والإبطاء فِيهِ أَو عدم الورم الْبَتَّةَ فَيدل على أخلاط رَدِيئَة رقيقَة حارة أَو مركبة وَبَين بَين وخام وَصرف وَمن حَال الثّقل فَإِن الثّقل فِي الْموَاد الرقيقة الَّتِي يُمكن أَن يجْتَمع مِنْهَا الْكثير دفْعَة وَاحِدَة أَكثر. وَقد يتعرف فِي كثير من الْأَوْقَات من القارورة مَا يغلب عَلَيْهِ من البرَاز هَل الْغَالِب عَلَيْهِ شَيْء صفراوي أَو مخاطي وَمَا لَونه وَفِي أوجاع الورك وعرق النسا يغلب على البرَاز شَيْء مخاطيّ. وَقد يتعرف من السنّ وَمن الْعَادة وَمن. التَّدْبِير الْمُتَقَدّم فِي الْمَأْكُول والمشروب
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://www.shamela.app/page/contribute