وقال القسطلاني: وقد صدر هذا الثناء بذكر الرب ليناسب كشف الكرب لأنه مقتضى الربوبية، ووصف الرب تعالى بالعظمة والحلم، وهما صفتان مستلزمتان لكمال القدرة والرحمة والإحسان والتجاوز. ووصفه بكمال ربوبيته الشاملة للعالم العلوي والسفلي والعرش الذي هو سقف المخلوقات وأعظمها، وحلمه يستلزم كمال رحمته وإحسانه إلى خلقه. فعلم القلب ومعرفته بذلك يوجب محبته وإجلاله وتوحيده فيحصل له من الابتهاج واللذة والسرور ما يدفع عنه ألم الكرب والهم والغم. فإذا قابلت بين ضيق الكرب وسعة هذه الأوصاف التي تضمنها هذا الحديث وجدته في غاية المناسبة لتفريج هذا الضيق وخروج القلب منه إلى سعة البهجة والسرور. وقال النووي: هو حديث جليل ينبغي الاعتناء به والإكثار منه عند الكرب والأمور العظيمة. قال الطبري: كان السلف يدعون به ويسمونه "دعاء الكرب" من هامش "اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان" للشيخ محمد فؤاد عبد الباقي (٧٤١، ٧٤٢). وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (٦٤٢) عن حسن بن حسن أن عبد الله بن جعفر تزوج امرأة فدخل بها فلما خرج قلت لها ماذا قال لك؟ قالت: قال: إذا نزل بك أمر فظيع أو عظيم فقولي: لا إله إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله رب العرش العظيم، سبحان الله رب العالمين. فدعاني الحجاج فقلتها فقال: لقد دعوتك وأنا أريد أن أضرب عنقك وما في أهلك اليوم أحدّ أحب إلي منك أو أعزّ منك
[٦١٥] إسناده: رجاله ثقات. • حسين بن علي الجُعفى، الكوفي المقرئ (م ٢٠٣ أو ٢٠٤ هـ) ثقة عابد. من التاسعة (ع). • زائدة هو ابن قدامة الثقفي، أبوالصلت الكوفي (م ١٦٠ هـ). ثقة ثبت، صاحب سنة. من السابعة (ع). • عبد الملك بن عمير بن سويد اللخمي، الكوفي (م ١٣٦ هـ). ثقة فقيه. تغير حفظه وربما دلس. من الثالثة (ع). • مصعب هو ابن سعد بن أبي وقاص (ع). وفي نسخ الكتاب "أبو مصعب" وهو خطأ. وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب "الفرج بعد الشدة" له من طريق عبد الملك بن عمير قال: كتب الوليد بن عبد الملك إلى عثمان بن حيان: انظر الحسن بن الحسن فاجلده مائة جلدة وأوقفه للناس. قال فبعث إليه فجيء به فقام إليه علي بن الحسين فقال: يا ابن عمّ تكلّم بكلمات الفرج يفرج الله عنك … فذكر الحديث … فقالها فرفع إليه عثمان رأسه فقال أرى وجه رجل =