للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أزلي. فهذا استدلال صحيح لا [٦٢و] يخون (١) أبداً إذا أخذ مما يخالف النتيجة وترد (٢) النتيجة إلى الإحالة.

وتذكر هاهنا (٣) ما كتبت لك في أنحاء من الأشكال الثلاثة التي يصح البرهان فيها بردها إلى الإحالة. ومن ذلك أيضاً أن تقول النصارى: الفاعل الأول ثلاثة فتقول: قل بنا الفاعل ثلاثة، ثم نضيف إلى هذه المقدمة مقدمة صحيحة متيقنة وهي: والثلاثة عدد والعدد مركب من أجزائه المساوية لكله، فالثلاثة مركبة من أجزائها المساوية لجميعها، وقد قلتم الأول ثلاثة، فالأول مركب من أجزائه المساوية لجميعه وكله، وقد تيقنتم أنتم ونحن أن الأول غير مركب وغير ذي أجزاء، فالأول مركب ذو أجزاء لا مركب ولا ذو أجزاء، وهذا محال، وإذ هذا محال وصح أنه لا مركب فقد صح أنه ليس عدداً وإذ (٤) صح أنه ليس عدداً فقد (٥) صح أنه ليس ثلاثة، وظهر كذب مقدمتكم (٦) الفاسدة، وبالله تعالى التوفيق.

٨ - باب من البرهان مركب من نتائج كثيرة مأخوذة من مقدمات شتى

مثال ذلك أن نقول: كل معدود فذو طرفين وكل ذي طرفين فمتناه فكل معدود متناه؛ ثم نأخذ نتيجة هذا البرهان الأول فنقول: كل معدود متناه وكل متناه فذو أجزاء فالنتيجة: كل معدود فذو أجزاء. ثم نأخذ نتيجة هذا البرهان الثاني فنقول: كل معدود فذو أجزاء وكل ذي أجزاء مؤلف، النتيجة: فكل معدود مؤلف. ثم (٧) نأخذ نتيجة هذا البرهان الثالث فنقول كل معدود مؤلف (٧) وكل مؤلف فمقارن للتأليف، النتيجة: فكل معدود مقارن للتأليف، ثم نأخذ نتيجة هذا البرهان الرابع فنقول: كل معدود مقارن للتأليف، وكل مقارن للتأليف فلم يسبق التأليف، النتيجة:


(١) م: يخونك.
(٢) م: وبرد.
(٣) س: هنا.
(٤) م: فإذ.
(٥) فقد: سقطت من س.
(٦) م: مقدمتهم.
(٧) سقط من س.
(٧) سقط من س.

<<  <  ج: ص:  >  >>