كتاب التخمير شرح المفصل في صنعة الإعراب

لَعَلَّ فيقالُ: عَساكَ تَفعل كما يُقالُ: لَعلَّكَ تَفعَلُ كَذا، كما تُقامُ لَعلَّ مَقَامَ عَسى فيُقالُ: لَعلَّك أنَّ تفعلَ كَذا قالَ (١):

لَعَلَّكَ يَومًا أن تُلمَّ مُلِمَّةٌ … عَليكَ من اللّائِي يَدَعْنَكَ أجدَعَا

يُقَالُ: عَسَاكَ أن تَفعلَ كذا (٢) حَمْلُ النّصبُ (٣) على الجَرِّ كما في التَّثنِيَةِ وجَمعِ السَّلامَةِ. قَبلَ البيتِ (٤):

(١) البيت لمُتَمّم بن نُوَيْرَةَ اليَربُوعِيّ التَمِيميّ من قصيدته في رثاء أخيه مالك وقد قتل في حروب الرّدة مدعيًا النبوة. وهي من أجود قصائد الرثاء. أولها:
لَعَمري ما دَهْرِي بتأبين هالِكٍ … ولا جَزِعًا مما أصاب فأرجَعَا
موجودة في أكثر المجاميعَ الشعرية والمختارات الأدبية مثل المفضليات، والحماسة وجمهرة أشعار العرب، ومنتهى الطلب وغيرها وهي أيضًا موجودة في ديوان مالك ومتمم ابنًا نويرة الذي جمعته الأستاذة ابتسام مرهون الصفّار: ١٠٦ وانظر المقتضب: ٣/ ٧٤، وابن يعيش: ٣/ ٨٦، والخزانة: ٢/ ٤٣٣.
(٢) في (ب).
(٣) في (أ) حمل الجرّ على التثنية وجمع السّلامة.
(٤) البيتُ من قصيدةٍ ليزيدَ بن الحكم الثَقَفِيّ، تقدّم التّعريف به. رواها أبو عَليِّ الفارسيُّ في "المسائل البصريات" ورقة: ٧٦ كاملة، وعنه أوردها البغدادي في خزانة الأدب: ١/ ٤٩٦، ٤٩٧، وشرح أبيات المغني: ٥/ ١٨١.
وقد أوردها برواياتها المُختَلفة الدكتور نُوري حمُّودي القيسي في "شعر يزيد" الذي نشره في مجلة المجمع العلمي العراقي. ورواية أبي علي الفارسيّ لها في "المسائِل البَصْرِيَّات" هكذا: قال أبو علي الفارسيّ -أيّده اللَّه- أنشدنا أبُو الحَسن عَليُّ بن سُليمان الأخفش قال أنشدنا أبو العبَّاس ثعلب، قال أبو الحَسن أخبرني بها الأحولُ، يروي عن رجلٍ عن أبي عبيدة أنشدنيها أبي قال يزيدُ بن الحكم بن أبي العاصي الثّقفي لأخيه من أبيه وأمّه عبد ربه بن الحكم.
وأكثر الروايات قال يُعاتبُ ابن عمّه عبد الرحمن بن عثمان بن أبي العاصي. وأورد ابن المستوفي في إثبات المحصّل: ٤٨ القصيدة ليزيد بن الحكم ثم قال: وقيلَ لزيد بن عبد ربّه. وأورد منها اثني عشر بيتًا ثم قال ونقلتها قديمًا من خطّ عمّي أبي الحسن علي بن المبارك بن موهوب -رحمه اللَّه-.
أمّا صاحب "المنخَّل في إعراب أبيات المفصّل" فقد أورد بعض أبيات القصيدة ونسبها إلى يزيد، ثم قال: وقيل لعمران حطّان الخارجي. إعراب البيت وشرحه في إثبات المحصّل: ٤٨ والمنخّل: ٨٩، والخوارزمي: ١٦٥ والبيت في المقتضب: ٣/ ٧٣، والخزانة: ١/ ٤٩٦ .... وغيرها.