للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالَ ابنُ السرَّاجِ (١): وقد ذُكِرَ هذا الضَّمير المُسمى بالفَصلِ والعماد: هو مُلغىً من الإِعرابِ، فلا يؤكَّد ولا يُنسَقُ عليه.

تخمير: فإن كانا جميعًا نكرتين أو كانَ أحدُهُما مَعرفةً والآخرُ (٢) نَكِرَةً لا يُشبِهُ المَعْرِفَةَ لم يَصِحَّ وُقُوعُ الفَصلِ بَيْنَهُما. قالَ الإِمامُ عَبدُ القاهِرِ الجُرجاني لو قلتَ: كانَ رجُلٌ من بَنِي تَميمٍ هو شاعرًا زَيدٌ أو قلت كان هو مُنْطَلِقًا، كانَ خَطَأً.

قالَ جارُ اللَّه: "وتَدخُلُ عليه لامُ الابتِداء تقولُ: إن كَانَ زَيدٌ لهوَ الظَّريفُ وإن كُنّا لنحنُ الصَّالِحين، وكثيرٌ من العَرَب يَجْعَلُهُ (٣) مبتَدَأً وما بَعده مَبْنِيٌّ عليه. عن رُؤبة أنَّه كانَ يَقولُ: أظُنُّ زَيدًا هوَ خَيرٌ مِنك، ويَقرَؤون (٤): {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ} و (٥) {أَنَا أَقَلَّ} ".

قال المُشَرِّحُ: إنْ ها هنا (٦) هي الخَفيفة من الثَّقيلة، وهذه اللَّام (٧) هي الفارِقةُ، وكما أنَّ الضَّمِيرَ في قولِهِ: {هُوَ خَيْرًا لَهُمْ} لم يَبقَ على ما كان عَلَيه فكذلِكَ هذه اللَّامُ، لأنَّها كانت تدخُل على المبتدأ لتأكيدِ معنى الابتِدَاءِ، وها هُنا ما دَخَلَت على المُبتَدَأ وإنَّما دَخَلَت على ما كانَ مبتدأ، الأصلُ في هذا الضمير أن يكونَ في مَحَلِّ الرَّفع بالابتِداء ويكون (٨) وما بعده أيضًا مَرفوعًا بالخَبَريَّةِ لأنَّه اسمٌ وله من الإِعرابِ مَحَلٌّ وَمَحَلُّه الرَّفعُ، والذي يُمكنُ ارتفاعه بِهِ أنَّه ها هُنا مَعنى الابتِدَاء، وإنَّما يَرْتَفِعُ بالابتِدَاءِ أن لو ارتَفَعَ


(١) النّص في الأصول: ٢/ ١٢٩.
(٢) في (ب) والثاني.
(٣) في (أ) يجعلونه.
(٤) سورة الزّخرف: آية: ٧٦، وفي نسختي الكتاب (الظّالمون).
(٥) سورة الكهف: آية: ٣٩.
(٦) في (ب) هنا.
(٧) في (ب) وهذه الثقيلة.
(٨) في (ب) أو يكون.

<<  <  ج: ص:  >  >>