للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالَ جارُ اللهِ: "وحُكمُه إذا أُضيفَ إلى الظَّاهِر يَجري مَجرى عَصًا ورَحىً تقولُ: جاءني كِلا الرَّجلين، ورأيتُ كِلا الرَّجلين، ومررتُ بكِلا الرَّجلين وإذا أُضيف إلى المُضمَرُ أن يُجريَ مُجرى المُثنَّى على ما ذُكِرَ".

قال المشرّحُ: "كِلا" إذا أضيفَ إلى المُظهر استَوى فيه الأحوالُ الثَّلاث (١) وإذا أضيفَ إلى المُضمَرِ جَرى مَجرى المُثنَّى تقولُ: جاءَني كِلا الرَّجلين، ورأيتُ (٢) كِلا الرَّجُلين، ومررتُ بكلا الرَّجلين، وجاءَني (٣) كِلاهُما، ورأيتُ كِليهِما، ومررتُ بكِلَيهما. وجهُ الفَرقِ أنَّه إذا أُضيف إلى المظهَرِ فإنَّه البَتَّةَ لا يَجري على المُؤَكَّدِ فجازَ أن يُثنَّى بخلافِ ما إذا أُضيفَ إلى المُضمَرِ فإنَّه يَجرِي (٤) على المؤكّدِ والمُؤكَّدُ مُثَنًّى، فيكونُ التَّأكيدُ كذلك (٥) أيضًا.

قال جارُ اللَّه: وفي العَرَبِ من يُقِرُّ آخرَه على الألفِ في الوجهين.

قال المشرّح: من العَرَبِ من يُجري "كِلا" في الوجهين مَجرى واحدًا، ولَعلَّها لُغةُ من لا يُفَرِّقُ في التَّثنِيَةِ بينَ الحالين قال المُتَلَمِّسُ (٦):

فأطرقَ إطراقَ الشُّجاعِ ولو رَأَى … مَساغًا لِناباهُ الشُّجاع لَصَمَّما (٧)


(١) في (أ).
(٢) في (ب) مررت بكِلا الرجلين، ورأيت كلا الرجلين.
(٣) في (ب) رأيت كليهما، وجاءني كلاهما.
(٤) في (ب) جرى.
(٥) في (أ) أيضًا كذلك.
(٦) المُتلمِّسُ: جريرُ بن عبدِ المسيح بن ضبيعة، سمّي المتلمس لبيت شعر قاله، شاعر جاهلي، وهو خال طرفة، نادم عمرو بن هند، ثم غضب عليه عمرو وأراد قتله فكتب إلى عامله على البحرين بذلك إلّا أنّ المتلمس عرف ذلك فهرب أخباره في الأغاني: ٢٣/ ٥٢٤ (الثقافة) والشعر والشعراء: ١/ ١١٢ وله ديوان حققه الأستاذ حسن كامل الصّيرفي ونشره معهد المخطوطات سنة ١٩٧٠ م.
(٧) البيت في ديوانه: ٣٤. وانظر تخريجه هناك. وللمزيد من الفوائد النحوية واللُّغوية حول البيت انظر شرح ابن يعيش: ٣/ ١٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>