للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبعده:

ولا وَلَدَت لهم أبدًا حَصَانٌ … وخَالفَ ما تُريدُ إذا بَغَاهَا (١)

يَقُولُ إذا قَصَدَ الجماعَ في المَوضِعِ الذي هو مَحَلُّه أخطَاهُ، وهذا دعاءٌ عليهم بانقطاعِ النَّسلِ.

قال جارُ الله: وإذا أضيفَ إلى النكرةِ أضيفَ إلى الواحدِ والإِثنين والجماعةِ كقولك: أيُّ رجلٍ، وأيُّ رجلين، وأيُّ رجالٍ.

قال المشرّح: أيُّ إذا أضيفت إلى نكرةٍ جازَ أن يكونَ المضافُ إليه مفردًا كما جاز أن يكونَ مُثنى ومَجموعًا، بِخِلافِ ما إذا أُضيف إلى المعرِفَةِ فإنَّه يَجوزُ أن يكونَ مُفردًا، والفَرقُ بينهما أنَّه إذا أًضيفَ إلى النَّكرةِ فالاستفهامُ عن المضافِ إليه كُلِّه، والمستَفهَمُ عنهُ كما يكونُ غيرَ مفردٍ يكونُ أيضًا مفردًا، بخلافِ ما إذا أُضيفَ إلى المَعرفةِ فإنَّ الاستفهامَ لا يَقَعُ على (٢) المضافِ إليه كُلِّهِ، بل على (٢) واحدٍ من الجملةِ، وإنَّما يقعُ الاستفهامُ على واحدٍ من الجملةِ إذا كان هُناك جملةٌ لها واحدٌ وهو المثنى والمجموع وكذلك تقولُ في الأولِ أيُّ رَجُلٍ قامَ، وأيُّ رَجلين قاما، أيُّ رجالٍ قامُوا، وفي الثاني: أيُّ الرجلينِ قامَ، وأيُّ الرجالِ قامَ، فإن سألتَ: لو بَيَّنَت لنا على وَجهِ التَّبرُّع كيفَ يقعُ الاستفهامُ عن البعض إذا أضيفَ إلى المعرفةِ وعن الكُلّ إذا أضيفَ إلى النَّكرةِ؟ أجبتُ: لأنَّ أيًّا إذا أُضيفَ فالاستفهامُ لا يتعدى المضافَ والمضافَ إليه، وبعد ذلك إذا أُضيفَ إلى المعرفةِ فالاستفهامُ لا يَقَعُ عن المضافِ إليه لأنَّ المانعَ عن انصرافِهِ إلى المضافِ إليه مَوجودٌ إذ المتكلمُ قد أَقَرَّ بكونِ المضافِ إليه مَعلومًا بخلافِ ما إذا أُضيفَ إلى النَّكرةِ فإنَّه لا مانعَ ها هنا من انصرافِهِ إلى الكُلّ فيصرفُ إليه لكونِهِ جَوابَ


(١) لم يرد هذا البيت في ديوان العبّاس بن مرداس، وهو له في شرح أبيات كتاب سيبويه لابن السيرافي: ٢/ ٩٣، وشرح الكوفي: ١٣، ١٣٦، ٢٣٥، وغيرهما.
(٢) في (ب) عن.

<<  <  ج: ص:  >  >>