للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال المشرّحُ: أيٌّ في قولِك: أيُّ الرَّجلين، وأيُّ الرِّجالِ عندك قد أضيفَ إلى المظهَر، وفي أيِّهما وأيِّهم قد أضيفَ إلى المضمرِ، وفي: أيُّ الذين لقيتَ أكرمُ قد أُضيف إلى الموصولِ.

قال جار الله: "وأما قولهم: أيّي وأيّك كان شَرًّا فأَخزاه الله فكقولك: أَخزى اللهُ الكاذِبَ مِنّي ومِنك وهو بَيْنِي وبَيْنَك المعنى أَيّنا، ومنا، وبيننا، قال العبَّاس بن مِرداس (١):

فأيُّ ما وأيُّك كانَ شَرًّا … فَقِيدَ إلى المَقَامَةِ لا يَرَاها"

قال المشرِّحُ: القياسُ أن لا يُكرر هذا المُتَوَسِّطُ بين الضَّمِيرَين إلَّا أنَّه كُرِّرَ لمعنًى (٢)، وذلك أنَّه لو لم يُكَرَّر (٣) لم يُعرف أنَّ المُكَنَّى عنه ينافي أيُّنا ومِنّا وبيننا أهو أنا وأنت أم نَحن وأَنتم. عَني بالمقامةِ المجلس يَعني (٤) فصارَ أَعمى يقادُ إلى مَجلِسِهِ، وهذا من بابِ الإِنصافِ ونحوُه:

تَغَابَيتُ عَن قَومِي فَضَنُّوا غَبَاوَةً … بِمَفْرِقِ أَغْبَانَا حَصىً وَتُرَابُ

وقول حَسَّان (٥):

* فخيرُكُما لشرِّكُما الفِدَاءُ *


(١) تقدّم التّعريف به، والبيت في ديوانه: ١٤٨.
توجيه إعرابه وشرحه في المنخّل: ٦١ وشرح الخوارزمي: ٣٥، وزين العرب: ٢٣، وشرح ابن يعيش: ٢/ ٢٣١، والزملكاني: ٢/ ١٥١، والبيكندي: ١/ ١٨١ والبيت من شواهد الكتاب: ١/ ٣٩٩، وانظر شرح أبياته لابن السيرافي: ٢/ ٩٣، وشرحها للكوفي: ١٣، ١٣٦، ٢٣٥، وانظر المقرّب: ٢١٢، والتعليقة عليه لابن النحاس: ٧٢.
(٢) في (ب) المعنى.
(٣) في (أ) يكن.
(٤) في (ب) يزيد.
(٥) ديوان حسّان بن ثابت، ديوانه: ١/ ١٨ تحقيق وليد عرفات وقبله:
هجوتَ محمدًا فأجبتُ عَنه … وعندَ اللهِ في ذاكَ الجزاءُ
أتهجوهُ ولستَ بكفء … فخيرُكُما لِشَرّكُما الفِداءُ

<<  <  ج: ص:  >  >>