للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القراءِ كلّهم (١): {وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ} (٢) بالرَّفعِ، قَليلٌ: بدلٌ من واو الضَّمير في فَعَلُوه.

قالَ جارُ الله: وأمَّا قوله عَزَّ وجَلَّ (٣): {إِلَّا امْرَأَتَكَ} فيمن قرأَ بالنَّصبِ، فمُستثنىً من قولِهِ: {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ}.

قَالَ المُشَرِّحُ: يجوزُ في امرأتُك الرَّفعُ والنَّصبُ، أمَّا الرَّفعُ فعلى البَدَلِ من أحدٍ، وأمَّا النَّصبُ فَعلى الاستثناءِ من قولِكَ: فأسرِ بأهلِكَ، فإن سألتَ: [فإذا كان الاستثناءُ في هذه القراءةِ من قولِكَ: فأسر بأهلِكَ] (٤)، وقعَ التّناقض (٥) بينَ القراءَتين لأنّه يَلزم (٦) على هذه القراءةِ أن تَكونَ المرأة غيرَ مَسريٍّ بها، وعلى قراءةِ الرّفع مسريٌّ (٧) بها، وبينَ كونها مسريًا (٨) بها، وبين كونها غيرَ مسريٍّ بها تَنَاقُضٌ؟ أجبتُ: ما الدليلُ على وقوعِ التَنَافُرِ بين القراءَتين؟ وهذا لأنَّ قوله فأسرِ بأهلِكَ، ولا يلتَفِت منكُمْ أحَدٌ، معناه أسر بأهلِكَ إسراءً غيرَ واقعٍ فيه التِفاتٌ إلَّا امرأتَكَ، فإنَّه يُشْتَرَطُ في الإِسراءِ بها ذلك. ونظيرُ هذه المسألة: اضرب منكم القومَ ولا يَتَوَجَّعُوا (٩) إلَّا زَيدًا فسواءٌ جعلتَ الاستثناء من الجملةِ الثَّانِيةِ، وهي قولك: ولا يتوجعوا (٩)، أو من الجملةِ الأولى فإنَّ زَيدًا مضروبٌ. أمَّا إذا جَعَلتَه من الجملة الثانيةِ فظاهرٌ، ألا ترى أنَّك إذا قُلتَ: لا يتوجَّعُ القومُ في ضَربهم إلَّا زيدًا، فإنَّ زيدًا


(١) شرح الكتاب: ١٢١ نسخة حميدية عن مصورة جامعة الرياض.
(٢) سورة النور: آية: ٦.
(٣) سورة هود: آية: ٨١.
(٤) في (أ).
(٥) في (ب) التنافر.
(٦) في (ب) على هذه القراءة يلزم.
(٧) في (ب) مسريًا.
(٨) في (أ) مسرى.
(٩) في (أ) يتوجع.

<<  <  ج: ص:  >  >>