للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* نِصفُ النَّهارِ الماءُ غامِرُهُ *

ومما يُشبه أن يكونَ من هذا البابِ، إلَّا أنَّه فَصيحٌ لا كراهيةَ فيه قوله (١):

إذا أتيتَ أَبا مَروان تَسأَلُه … وَجَدتَه حاضِراه الجودُ والكرمُ

وإمَّا أن لا يقلَّ كقولِ بَشّارٍ (٢):

* خَرَجتُ من البَازِي عَلَيَّ سَوَادُ *

وكلُّ ما كانَ خبرُ المبتدأ ظَرفًا مقدَّمًا على المبتدأ، وفيه كلامٌ من حيثُ إنَّ خبرَ المبتدأِ إذا كان ظرفًا مقدمًا، هل يَبقى جُملةً اسميّة، أو لا؟ فعندَ سيبويهِ يَبقى، وعندَ الأخفش يَنقلِبُ فِعليَّةً وكذا: لقِيتُه وعليه جُبَّةُ وَشيٍ، فالفرقُ بينَ هذا النَّوعِ والنَّوعِ الأوَّلِ أنَّ الحالَ في الحقيقةِ ها هنا المقدّرُ الذي يقتَضِيهِ الظَّرفُ، والحالَ في الفصلِ الأولِ الجُملةُ بتمامِها. فهذا في الجملةِ الإِسميّةِ، وأما في الجملةِ الفعليّةِ، فإمَّا أن يكونَ الفِعلُ ماضِيًا


= السّيرافي: ٣١٦ وانظر: التّصحيف للعسكري: ٢٨٥، وأمالي ابن الشجري: ٢/ ١٩٠، وشرح ابن يعيش: ٢/ ٦٥، والخزانة: ١/ ٥٤٢.
(١) البيت للأخطل من قصيدة يمدح بها بشر بن مروان. ولم أجده في ديوانه بشرح السكري. وهو في دلائل الإِعجاز: ٢١٨.
(٢) هو: بشار بن برد العقيلي نسبته إلى امرأة عقيلية هي التي أعتقته. ضرير من أشعر أهل زمانه نشأ بالبصرة، وقدم بغداد، وأدرك الدولتين الأموية والعباسية مولده سنة ٩٥ هـ ووفاته سنة ١٦٧ هـ.
أخباره في: الشعر والشعراء: ٢٩١، وتاريخ بغداد: ٧/ ١١٢، والخزانة: ١/ ٥٤١ انظر ديوانه جمع وتحقيق وشرح الشيخ محمد الطاهر بن عاشور: ٣/ ٥١ من قصيدة قالها لجبلة بن عبد الرحمن الباهلي، وقيل لخالد بن برمك وأول القصيدة:
أخالد لم أخبط إليك بنعمة … سوى أنني عاف وأنت جواد
وصدر البيت:
إذا أنكرتني قَرْيَةٌ أو نكرتها
وهو من شواهد دلائل الإِعجاز: ٢٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>