للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يكونَ فِعلُها مُضارعًا أو ماضيًا، فإن كان مضارعًا لم يخلُ (١) من أن يكونَ مُثبَتًا أو مَنفِيًّا فالمثبتُ بغيرِ واوٍ، وقد جاءَ في المَنفيِّ الأمران، وكذلك في الماضي، ولا بُدَّ معه من "قَد"، ظاهرةً أو مقدرةً.

قالَ المشرِّحُ: الحالُ على ضَربين (٢) مفردةٌ كقوله (٣):

* فآبُوا بالسُّيُوفِ مُكَسَّراتٍ *

وجملةٌ هي إسميّةٌ، فبعدَ ذلك إمَّا أن يكونَ لا يجوزُ وقوعُ الواوِ حالًا، وذلك جاءَني زيدٌ وهو راكبٌ، وأتضربُ زيدًا وهو مريضٌ، ودَخَلتُ عليه وهو يُملي الحديثَ، وكذا كلُّ ما كانَ المبتدأُ من الجملةِ ضميرَ ذي الحالِ، وإمَّا أن يجوزَ، فبعدَ ذلك، إمَّا أن يَقِلّ بدونِ الواوِ وقوعُها حالًا نحو كلّمتُهُ فُوه إلى فيَّ، وأنشدَ أبو عَلِيٍّ (٤):

ولولا حَنانُ الليلِ ما آبَ عامِرٌ … إلى جَعفَرٍ سِربالُه لم يُمَزَّقِ

وَأَنشدَ الإِمامان: عبدُ القاهِر الجُرجاني والأزْهَرِيُّ (٥):


(١) في (أ) لا يخلو.
(٢) عقد الإمام عبد القاهر الجرجاني في كتابه دلائل الإِعجاز: ٢١٦ - ٢٣٠ بابًا سماه: (فروق في الحال لها فضل تعلق بالبلاغة) وأغلب ما أورده المؤلف هنا بشواهد وحججه منه فارجع إليه هناك إن شئت.
(٣) في الدلائل: (فآبوا بالرّماح) وهو لعبد الشارق بن عبد العزى الجهني والبيت له في الحماسة بشرح المرزوقي: ١/ ٤٤٩، والأشباه والنظائر للخالديان: ١/ ١٥٢، وسمّاه … بن عبد العزيز، وفي حماسة البحتري: ٦١، ٦٢ لمسلم بن الحجاج.
(٤) انظر دلائل الإِعجاز: ٢١٧ عن أبي علي في الإِغفال، وانظر الإِغفال: ورقة: ٦٨ والبيت لسلامة بن جندل السعدي التميمي: انظر ديوانه: ١٨ وهو في شرح الشواهد للعيني: ٣/ ٢١٠، وشرح الأشموني: ٢/ ١٩٠.
(٥) أنشده عبد القاهر في دلائل الإِعجاز: ٢١٧، والأزهري في التهذيب ١٢/ ٢٠٣ وعجزه:
ورفيقه بالغيب ما يدرى
وفي الدلائل (لا يدرى) وهو للمسيب بن علس يصف غوّاصًا وقيل للأعشى، وهو في أغلب المصادر للمسيب. وهو من شواهد إصلاح المنطق: ٤٤١، وانظر شرح شواهده لابن =

<<  <  ج: ص:  >  >>