للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أتَتنِي سُليمٌ قَضُّها بقضيضها

وأصلُه: جاؤُوا مختلطًا قضُّهم بقضيضِهم، ثم جاؤُوا قَضُّهم بقضيضِهم، "جهدَكَ وطاقَتَك": من قولهم: أجهدَك جهدَك في هذا الأمرِ، أي: أبلَغ غايَتَك، وهو بالفَتحِ. لا يقالُ اجهد جَهدك في هذا الأمرِ. ولفظُ الإِمامِ عبدِ القاهر الجُرجاني (١): أرسلها تَعتَرِكُ العِراك، وطلبتُه تجهدُ جهدَكَ، وتطيقُ طاقَتَك.

قالَ جارُ الله: "ومن الأسماءِ المَحذُوِّ بها حَذوَ هذه المصادِرِ قولهم: مررتُ بهم الجَمّاء الغَفِير".

قال المشرّحُ: جاؤوا جَمًّا (٢) غَفيرًا، والجَمَّ الغفيرَ، أي جاؤُوا بجماعَتِهِم الشَّريفَ والوَضِيعَ ولم يَتَخَلّف منهم أحدٌ، وأصلُه: جاؤُوا مُجتَمِعِين اجتماعَ الجَمّاءِ الغفيرِ، واشتقاقُ الجَمّاءِ من الجُمَّةِ وهي: الشَّعرُ المُجتَمِعُ على الرأسِ، مثَّل كثرةَ الناسِ بالشَّعر، والغفيرُ: هو الكثير كأنّه غَفَرَ بَعضُهُم بعضًا أي غَطّاه، وإنما لم يؤنِّث الغفيرَ، لأنّه فَعيلٌ بمعنى مفعولٍ وهو جارٍ. ونظيرُه: كفٌّ خَضيبٌ، ولحيةٌ دهينٌ.

قالَ جارُ الله: "وتنكيرُ ذي الحالِ قبيحٌ، إلَّا إذا قُدِّمَت عليه كقولِه (٣):

لعزَّةَ موحِشًا طَلَلٌ قَدِيمٌ"


= تمسّح حولي بالنقيع سبالها
وقد تقدم في باب (المفعول المطلق).
(١) شرح الإِيضاح لعبد القاهر: ١٢٤ والنّص غير مطابق لما روي عنه هنا فلعله في كتاب له آخر.
(٢) في (أ) جماء وجمًا غفيرًا.
(٣) البيت لكثير عزّة. تقدم التعريف به قبل قليل في هذا الباب وهو في ملحقات ديوان كثير: ٥٣٦. ويروى: لمية … وينسب لذي الرّمة في بعض المصادر. ولم أجده في ملحقات ديوانه انظر توجيه إعرابه وشرحه في المنخّل: ٤٣، ٤٤ وشرح الخوارزمي: ٤٤ وزين العرب: ١٨، وشرح ابن يعيش: ٢/ ٦٢، ٦٤، والأندلسي: ١/ ٢٥٨، والزملكاني: ٢/ ٩٥، وانظر خزانة الأدب: ١/ ٥٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>