فضل هذا اليوم، فكيف يدّعى فيه التحذير والنحس بأحاديث لا أصل لها، وقد صوّر قوم أيّاماً من الأشهر الشمسية ادّعوا فيها الكراهية لا يحل لمسلم أن ينظر إليها ولا يشغل بالاً بها والله حسبهم، انتهى.
ومنها: وكان يقرأ معنا برباط أبي سعيد على الإمام دانشمند من بلاد المغرب خنثى ليس له لحية وله ثديان وعنده جارية، فربك أعلم به، ومع طول الصحبة عقلني الحياء عن سؤاله، وبودي اليوم لو كاشفته عن حاله، انتهى.
ومن شعر ابن العربي ممّا نسبه له الشيخ أبو حيان قوله (١) :
ليت شعري هل دروا ... أيّ قلبٍ ملكوا
وفؤادي لو درى ... أيّ شعبٍ سلكوا
أتراهم سلموا ... أم تراهم هلكوا
حار أرباب الهوى ... في الهوى وارتبكوا ومن فوائده: أخبرني المهرة من السحرة بأرض بابل أنّه من كتب آخر آية من كل سورة ويعلّقها لم يبلغ إليه سحرنا، قال: هكذا قالوا، والله تعالى أعلم بما نقلوه.
وقال رحمه الله تعالى: حذقت القرآن ابن تسع سنين ثم ثلاثاً لضبط القرآن والعربية والحساب، فبلغت ست عشرة وقد قرأت من الأحرف نحواً من عشرة بما يتبعها من إظهار، وإدغام ونحوه، وتمرنت في العربية والشعر واللّغة، ثم رحل بي أبي إلى المشرق، ثم ذكر تمام رحلته، رحمه الله تعالى.
٩ - ومنهم أبو بكر محمد بن أبي عامر ابن حجّاج، الغافقي، الإشبيلي، ومن ونظمه بالمدينة المشرّفة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام:
(١) في هامش إحدى النسخ: والصواب أن الأبيات للشيخ الأكبر محيي الدين ابن عربي، رضي الله عنه، وهي في ابتداء ترجمان الأشواق له. قلت: انظر ص: ١١ من الديوان المذكور.