للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

...أيما إلى جنة أيما إلى نار

فإن قلت: فهل يحسن الاحتجاج بمثل هذا البيت، لمن قال: إنها عاطفة؟

قلت: لا؛ لندوره، فيجعل من حذف العاطف ضرورة.

تنبيهات:

الأول: ما ذكر من أن "إما" لا بد من تكرارها هو الكثير، وقد يستغنى عن الثانية بأو، كقراءة أُبَيّ: "وإنا وإِيَّاكُمْ لإما على هدى أو في ضلال مبين"١ ونحوه في الشعر كثير.

وبإن الشرطية مع "لا" النافية كقوله٢:


= وصدره:
يا ليتما أمنا شالت نعامتها
وهو من البسيط.
اللغة: "شالت" ارتفعت جنازتها, "النعامة" باطن القدم، ومن مات ترتفع رجلاه وتنخفض رأسه فتظهر نعامته، وقيل: النعامة هنا النعش, "شالت نعامتها" كناية من كنايات العرب معناها: ماتت.
المعنى: يتمنى هذا العاق لأمه أن تموت وترتفع جنازتها إما إلى الجنة, وإما إلى النار.
الإعراب: "يا" حرف تنبيه أو نداء والمنادى محذوف, "ليت" حرف تمنٍّ وما زائدة, "أمنا" اسم ليت ومضاف إليه, "شالت نعامتها" الجملة خبر ليت، ويجو أن تكون "ما" كافة, و"أمنا" بالرفع مبتدأ وجملة "شالت نعامتها" خبر المبتدا, "أيما" حرف للتفصيل, "إلى جنة" متعلق بشالت, "أيما" الثانية عاطفة، وقد جاءت بدون الواو شذوذا.
الشاهد فيه: "أيما" حيث حذف واو العطف في "أيما" الثانية، إذ التقدير: إلى جنة وإما إلى نار وقد أبدلت.
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: الأشموني ٤٢٥/ ٢, وابن هشام ١٨٦/ ٣، وابن الناظم.
وذكره ابن هشام في المغني ٥٧/ ١، والسيوطي في الهمع ١٣٥/ ٢.
١ من الآية ٢٤ من سورة سبأ.
٢ قائلهما: هو المثقب العبدي, والمثقب -بتشديد القاف مكسورة- لقبه، وهما من الوافر. =

<<  <  ج: ص:  >  >>