للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والثاني: الإباحة، نحو: "جالس الحسن أو ابن سيرين".

فإن قلت: فما الفرق بينهما؟

قلت: الفرق بينهما جواز الجمع بين الأمرين في الإباحة, ومنعه في التخيير.

فإن قلت: فهل استفيد جواز الجمع في الإباحة من لفظ "أو"؟

قلت: قد ذكر بعضهم أن ذلك ليس لأمر راجع إلى اللفظ, بل لأمر خارج، وهو قرينة انضمّت إلى اللفظ.

وذلك أن التخيير يرد فيما أصله الحظر، والإباحة ترد فيما ليس أصله الحظر.

تنبيه:

قال المصنف: من علامات الإباحة استحسان الواو موقعها، فلو جيء بالواو مكان "أو" لم يختلف المعنى.

وفرق غيره بين الواو وأو في ذلك؛ "فقال"١: إذا قلت: "جالس الحسن أو ابن سيرين", جاز له مجالستهما ومجالسة أحدهما.

وإذا عطفت بالواو, لم يجز له مجالسة أحدهما دون الآخر.

الثالث: التقسيم, نحو: "الكلمة: اسم أو فعل أو حرف" قال في التسهيل٢:

بدل التقسيم: أو تفريق مجرد, يعني: من الشك والإبهام والتخيير، ومثّله بقوله تعالى: {وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى} ٣.


١ جـ.
٢ التسهيل ص١٧٦.
٣ من الآية ١٣٥ من سورة البقرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>