للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لا يكون المعطوف بحتى إلا بعض متبوعه نحو: "قدم الحجاج حتى المشاة".

وقال في التسهيل: أو كبعضه١, وفي الكافية: بعضا وشبهه "ومثله"٢ في شرحها بقوله: "أعجبتني الجاريةُ حتى حديثُها", فإن حديثها ليس بعضا منها ولكنه كالبعض؛ لأنه معنى من معانيها.

قال: وقد يكون المعطوف بحتى مباينا, فنقدر بعضيَّته كقوله٣:


١ التسهيل ص١٧٥.
٢ أ، جـ.
٣ قائله: هو أبو مروان النحوي, قاله في المتلمس حين فرّ من عمرو بن هند لما أراد قتله، والمتلمس لقي جرير بن عبد المسيح, وهو من الكامل.
اللغة: "ألقى" رمى, "الصحيفة" أراد بها الكتاب, "رحله" ما يستصحبه الرجل من متاع, "الزاد" ما يستصحبه المسافر ليبلغه مقصده.
المعنى: أن المتلمس رمى بالصحيفة ليخفف ما معه من متاع، وألقى كذلك ما معه من زاد يتبلغ به، حتى نعله التي يلبسها رمى بها.
الإعراب: "ألقى" فعل ماض وفاعله يعود على المتلمس, "الصحيفة" مفعول به, "كي" حرف تعليل, "يخفف" فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد كي, "والزاد" معطوف على الصحيفة, "حتى" حرف عطف, "نعله" معطوف على الزاد, "ألقاها" فعل ماض والفاعل ضمير مستتر، وضمير الغائبة مفعول به.
الشاهد فيه: "حتى نعله" عطف "نعله" بحتى على ما قبله, ولأن المعطوف بحتى لا يكون إلا بعضا وغاية للمعطوف عليه، والنعل ليس بعض الزاد بل بينهما مباينة، ولكنه مؤول، وتقديره: ألقى ما يثقله حتى نعله.
ويجوز في "نعله" ثلاثة أوجه:
١- النصب على العطف بالتأويل المذكور.
٢- والرفع على الابتداء وجملة ألقاها خبره، وتكون "حتى" حرف ابتداء ابتُدئت بعدها الجملة.
٣- والجر على أن تكون "حتى" جارة بمنزلة "إلى", فهي حرف غاية وجر, ونعله مجرور بها.
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: الأشموني ٤١٩/ ٣، وابن هشام ١٧٤/ ٣، والمكودي ص١٢٠, وابن الناظم، وذكره السيوطي في الهمع ١٣٦/ ٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>