للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من النداء, كما أن "ها " من قول الله تعالى: {هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ} ١ للتنبيه من غير أن تكون للنداء٢. وتأوّل أبو العباس قول الشاعر ٣:

طلبوا صلحنا ولات أوانٍ ... فأجبنا أن ليس حين بقاء٤

"أي: إبقاء"٥ على أنه حذف المضاف إليه أوان، بعوض٦ التنوين منه، على حد قول الجماعة في تنوين إذْ, وهذا٧ ليس بالسهل, وذلك أن التنوين في نحو هذا إنما دخل فيما لا يضاف إلى الواحد وهو إذ. فأمّا "أوان " فمعرب ويضاف إلى الواحد, كقوله ٨:

فهذا أوان العرض حي ذبابه ... زنابيره والأزرق المتلمِّس٩


١ آية: ١٠٩ سورة النساء.
٢ سقط في ش.
٣ هو أبو زبيد الطائي. وانظر الخزانة ٢/ ١٥١.
٤ هذا من قصيدة طويلة يخاطب قومًا كان بينهم وبين قومه ترة, وقبله:
كم أزالت رماحنا من قتيل ... قاتلونا بنكبة وشقاء
بعثوا حربنا إليهم وكانوا ... في مقام لو أبصروا ورخاء
ثم لما تشذَّرت وأفافت ... وتصلوا منها كريه الصلاء
وقوله: "تشذّرت" أي: الحرب. وتشذرها أن ترفع ذنبها، وكذلك إنافتها وذلك حين تشتد، وقوله: "تصلوا" أي: الأعداء صلوا بنار حربهم.
٥ سقط ما بين القوسين في ش. وهو تفسير لقوله: "بقاء" في البيت. يقال: أبقى عليه إذا رحمه ورعاه، والبقاء في البيت اسم مصدر للإبقاء. وبقول البغدادي في الخزانة: "والمشهور أن الاسم منه البقيا "بالضم"، والبقوى "بالفتح"، وقال العيني -وتبعه السيوطي: المعنى بقاء الصلح".
٦ كذا في ش. وفي د، هـ، ز: "وعوض".
٧ كذا في ش. وفي د، هـ، ز: "فهذا".
٨ أي: المتلمس. وانظر التبريزي شرح الحماسة "طبعة التجارية" ٢/ ٢٠٦.
٩ قبله:
هلمَّ إليها قد أثيرت زروعها ... وعادت عليها المنجنون تكدس
وهو يخاطب النعمان بن المنذر خطاب تهكم, والضمير في "إليها" لليمامة موطنه. يقول: أغر على اليمامة فقد أخصبت وبدا فيها الربيع. والعرض: من أودية اليمامة, يقول: كثر فيه الزرع وحي ذبابه, والزنابير والأزرق ضربان من الذباب. وبهذا البيت لقب المتلبس. واسمه جرير بن المسيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>