للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بتخفيف الهمزة، قال: ولا ضرورة فيه على هذا، إذ هذا دليل على أن قائله يجيز النقل، قال وعلى رواية تحقيق الهمزة إنما هو لتأويل الأرض بالمكان، فلا ضرورة ا. هـ.

وفي هذا التأويل نظر؛ لأن الهاء في "إبقالها" يأباه. "وقوله" وهو الأعشى ميمون بن قيس في قصيدة يمدح بها رهط قيس بن معد يكرب ويزيد بن عبد الدار الحارثي: [من المتقارب]

٣٤١-

فإما تريني ولي لمة ... "فإن الحوادث أودى بها"

وكان القياس "أودت"؛ لأن الفاعل ضمير متصل، ولكنه حذف التاء ضرورة، و"اللمة" بكسر اللام، وتشديد الميم: شعر الرأس دون الجمة، و"الحوادث" جمع حادثة، والجمع في معنى الجماعة والجماعة مؤنث مجازي، وقيل: المراد الحدثان الليل والنهار، و"أودى" بمعنى: هلك يتعدى بالباء.

"و" المسألة "الثانية" من وجوب التأنيث "أن يكون" الفاعل ظاهرًا "متصلا" بالفعل، "حقيقي التأنيث نحو: {إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ} [آل عمران: ٣٥] وإلى هاتين المسألتين أشار الناظم بقوله:

٢٣١-

وإنما تلزم فعل مضمر ... متصل أو مفهم ذات جر

"وشذ قول بعضهم: قال فلانة"، حكاه سيبويه عن بعض العرب١، "وهو رديء لا ينقاس"، فيقتصر فيه على السماع، وظاهر قول الناظم:

٢٣٤-

والحذف قد يأتي بلا فصل..... ... .....................................

أنه ينقاس على قلة، "وإنما جاز في" الكلام "الفصيح، نحو: نعم المرأة" في المدح، "وبئس المرأة" في الذم بترك التاء فيهما؛ "لأن المراد" بالمرأة فيهما "الجنس" وهو مؤنث مجازي، "وسيأتي أن الجنس" فيه معنى الجماعة، والجماعة مؤنث مجازي، فلذلك "يجوز فيه ذلك" الترك، وإليه أشار الناظم قوله:

٢٣٦-

والحذف في نعم الفتاة استحسنوا ... لأن قصد الجنس فيه بين


٣٤١- البيت للأعشى في ديوانه ص٢٢١، وخزانة الأدب ١١/ ٤٣١، ٤٣٢، ٤٣٣, وشرح أبيات سيبويه ١/ ٤٧٧، وشرح شواهد الإيضاح ص٣٤٦، وشرح المفصل ٥/ ٩٥، ٩/ ٤١، والكتاب ٢/ ٤٦، ولسان العرب ٢/ ١٣٢ "حدث"، ١٥/ ٣٨٥ "ودي" والمقاصد النحوية ٢/ ٤٦٦، وبلا نسبة في الإنصاف ٢/ ٧٦٤، وأوضح المسالك ٢/ ١١٠، ورصف المباني ١٠٣، ٣١٦، وشرح ابن الناظم ص٥٤٠، وشرح الأشموني ١/ ١٧٥، وشرح المفصل ٩/ ٦، وأمالي ابن الشجرى ٢/ ٣٤٥.
١ الكتاب ٢/ ٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>