للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مع المتعاطفات "لمجيء قوله" وهو عبيد الله بن قيس الرقيات يرثي مصعب بن الزبير بن العوام رضي الله عنهما: [من الطويل]

٣٣٨-

تولى قتال المارقين بنفسه ... "وقد أسلماه مبعد وحميم"

فألحق علامة التثنية وهي الألف في "أسلماه" مع المتعاطفين وهما "مبعد وحميم" و"المارقين"، الخوارج، من: مرق السهم مروقًا إذا خرج من الجانب الآخر، و"أسلماه": خذلاه، يقال: أسلمت فلانًا إذا لم تعنه ولم تنصره على عدوه، و"المبعد": اسم مفعول من الإبعاد، والمراد به الأجنبي من النسب، و"الحميم": القريب. "وقوله" وهو عروة بن الورد يمدح الغنى ويذم الفقر: [من الوافر]

٣٣٩-

ذريني للغنى أسعى فإني ... رأيت الناس شرهم الفقير

وأحقرهم وأهونهم عليه ... "وإن كانا له نسب وخير"

فألحق علامة التثنية وهي الألف في "كانا" مع المتعاطفين وهما "نسب وخير" بكسر الخاء المعجمة أي: الكرم، والمعنى: وإن كان للفقير نسب وكرم فهو أحقر الناس وأهونهم لأجل فقره، وبهذين البيتين رد أبو حيان على الخضراوي حيث قال: لا نعلم أحدًا يجيز: قاما زيد وعمرو، ولا قاموا زيد وعمرو وبكر، وقال الموضح في المغني١: وليس الرد بشيء؛ لأنه يمنع التخريج لا التركيب ا. هـ.

والحكم "السادس" من أحكام الفاعل: "أنه إن كان مؤنثًا أنث فعله بتاء ساكنة في آخر الماضي"، جامدًا كان أو متصرفًا، تاما كان أو ناقصًا، وذلك مستفاد من قول الناظم:

٢٣٠-

وتاء تأنيث تلي الماضي إذا ... كان لأنثى.......................

"وبتاء المضارعة في أول المضارع" ولم يتعرض له في النظم، "ويجب ذلك" التأنيث "في مسألتين: أحدهما: أن يكون" الفاعل "ضميرًا متصلًا" لغائية حقيقية التأنيث أو مجازيته، ونعني بحقيقي التأنيث ما له فرج، والمجازي خلافه فالحقيقة:


٣٣٨- البيت لعبيد الله بن قيس الرقيات في ديوانه ص١٩٦، وتخليص الشواهد ٤٧٣، والدرر ١/ ٣٥٦، وشرح شواهد المغني ٢/ ٧٨٤، ٧٩٠، والمقاصد النحوية ٢/ ٤٦١، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٢/ ١٠٦، والجنى الداني ص١٧٥، وجواهر الأدب ص١٠٩، وشرح ابن الناظم ص١٥٩، وشرح الأشموني ١/ ١٧٠، وشرح ابن عقيل ١/ ٤٦٩، ومغني اللبيب ٢/ ٣٦٧، ٣٧١، وهمع الهوامع ١/ ١٦٠.
٣٣٩- البيتان لعروة بن الورد في ديوانه ص٩١، والمقاصد النحوية ٢/ ٤٦٢.
١ مغني اللبيب ص٤٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>