للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا﴾: ما تهتدي به إلى الإيمان والعمل الصالح بالتوفيق له.

﴿وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي﴾: سبَق حُكمي وقضائي، وهو: ﴿لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ﴾ إنما قدَّم الجنَّ لأن المقام مقامُ التحقير ﴿وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ﴾: ولكن اقتضى الحكمةُ خلافَ ذلك، وما ذُكر من سبق القضاء به كنايةٌ عن ذلك الاقتضاء، فليس فيه تسبُّبُ عدم إيمانهم عن سبق التقدير الأزلي به كما سبق إلى بعض الأوهام.

* * *

(١٤) - ﴿فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾.

﴿فَذُوقُوا﴾ يعني: ما أنتم فيه من الخزي والغم.

﴿بِمَا نَسِيتُمْ﴾: بسبب نسيانكم ﴿لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا﴾ أو: بتركِكُم العمل لهذا اليوم كأنكم نسيتُموه فلم تذكروه.

﴿إِنَّا نَسِينَاكُمْ﴾، أي: تركناكم في العذاب، أو: جازيناكم على نسيانكم، وفي استئنافه وبناءِ الفعل على (إنَّ) واسمها تشديدٌ في الانتقام منهم.

﴿وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ﴾؛ أي: واعلموا أن هذا العقاب خالدٌ لكم - غيرُ زائل عنكم.

﴿بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾: بأعمالكم من الكفر والمعاصي، وإنما كرَّر الأمر (١)


(١) "الأمر": ليست في (م).