للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

هنا في درجةٍ حَقُّ مَن له البصر أن يرغبَ عنه نفرةً، وأنتم ترغبونَ فيه شهوةً (١).

﴿مِنْ دُونِ النِّسَاءِ﴾ يعني: أنَّ اللهَ تعالى إنَّما خلقَ الأنثى للذَّكر، ولم يخلق الذَّكرَ للذَّكرِ، ولا الأنثى للأنثى، فهو مضادَّةٌ (٢) لله تعالى في حكمتِه.

﴿بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ﴾ تفعلون فعلَ الجاهلين بأنَّها فاحشةٌ، مع علمِكُم بذلك، أو أريد بالجهلِ: السَّفاهة والمَجَانةُ التي كانوا عليها.

وقد اجتمعَ الخطاب والغيبة هنا وفي قوله: ﴿بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ﴾، فغلِّب المخاطَبَ على الغائب لأنَّه أقوى؛ إذ الأصل أن يكون الكلامُ بينَ الحاضرين.

* * *

(٥٦) - ﴿فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ﴾.

﴿فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا﴾ خبرُ ﴿كَانَ﴾: ﴿جَوَابَ﴾، واسمُه ﴿أَنْ قَالُوا﴾.

﴿أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ﴾؛ أي: لوطًا ومتَّبعيه، تناولَ الأمرُ له دلالةً (٣).

﴿مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ﴾: يتنزَّهون عن القاذورات، فينكرون هذا العمل القذر، وَيغيظُنا إنكارُهم، تعليلٌ للأمر المذكور على وجهٍ يتضمَّن الاستهزاء؛ لأَنَّه على طريقةِ ﴿لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ﴾ [هود: ٨٧].


(١) في (ك): "في حق من له البصر عنه نفرة وأنتم ترغبون شهوة"، وفي (ف): "في حق من للبصر عنه نفرة وأنتم ترغبون شهوة".
(٢) في (ف): "فهو مضاد".
(٣) في هامش (ف) و (م): "كتناول الأمر في ﴿أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ﴾ لفرعون. منه ".