للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٨٢) - ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا﴾.

﴿وَنُنَزِّلُ﴾ قرئ بالتَّخفيف والتَّشديد (١).

﴿مِنَ الْقُرْآنِ﴾ ﴿مِنَ﴾ للتَّبيين، كقوله تعالى: ﴿مِنَ الْأَوْثَانِ﴾ [الحج: ٣٠] قدِّم المبهَم اهتمامًا؛ أي: كلُّ شيءٍ نزلَ من القرآن فهو شفاء للمؤمنين، يستصلِحون به دينهم، ويتَّعظون به في دنياهم، فموقعُه منهم (٢) موقعُ الشِّفاء من المرضى.

وعن النَّبيِّ : "مَنْ لم يستشفِ بالقرآنِ فلا شفاهُ اللّهُ" (٣).

أو للتَّبعيض، وليس معناه أَنَّه منقسمٌ إلى ما هو شفاء، وإلى ما ليس بشفاء، بل المعنى أنَّه نزلَ شيئًا فشيئًا، فالنَّازل في كلِّ وقتٍ بعضٌ.

﴿مَا هُوَ شِفَاءٌ﴾ كلُّه ﴿وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ بتفريج الكروب، وتطهير العيوب، وتكفير الذُّنوب، مع ما تفضَّل به تعالى من الثَّواب في تلاوته.

﴿وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا﴾؛ أي: نقصانًا؛ لتكذيبهم وكفرهم، قال قتادةُ: ما جالسَ أحدٌ القرآنَ إلَّا قامَ بزيادةٍ أو نقصانٍ (٤).

* * *


(١) قرأ أبو عمرو بالتخفيف وباقي السبعة بالتشديد. انظر: "التيسير" (ص: ٧٥).
(٢) "منهم" من (م).
(٣) رواه الثعلبي في "تفسيره" (٦/ ١٢٩) من حديث رجاء الغنوي، وفي إسناده أحمد بن الحارث الغساني وهو متروك. انظر: "الكافي الشاف" (ص: ١٠٢). ورجاء الغنوي لا يصح حديثه ولا تصح له صحبة، كما في "التمهيد" (٢/ ٤٩٥).
(٤) رواه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص: ٥٦).