للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَالَ فِي حَدِيثِ مُعَاوَيَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ، أَنَّ رَجُلًا عَاتَبَهُ حِينَ جَعَلَ مِصْرَ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، فَقَالَ «وَاللَّهِ مَا لَبَّثَكَ السَّهْمِيُّ أَنْ طَحَا بِكَ حِينَ تَسَاوَرْتُمَا» .

طَحَوْتُ بِالرَّجُلِ: وَهُوَ كَالْبَسْطِ، وَاللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى طَحَا الْأَرْضَ وَدَحَاهَا طَحْوًا.

وَمَذْهَبٌ آخَرُ: يُقَالُ: الْقَوْمُ يَطْحَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا: إِذَا تَدَافَعُوا عَنِ الشَّيْءِ، وَطَحَا بِكَ هَمَّكَ، إِذَا ذَهَبَ بِكَ فِي مَذْهَبٍ بَعِيدٍ، وَهُوَ يَطْحَى بِكَ طَحْيًا وَطَحْوًا، وَأَنْشَدَ: طَحَا بِكَ قَلْبٌ فِي الْحِسَانِ طَرُوبُ بُعَيْدُ الشَّبَابِ عَصْرَ حَانَ مَشِيبُ وَقَالَ فِي حَدِيثِ مُعَاوَيَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ خَالِدِ بْنِ أَسِيدٍ، قَالَ لَهُ " قَدْ أَعْيَانِي أَنْ أَعْلَمَ أَشُجَاعٌ أَنْتَ أَمْ جَبَانٌ؟ فَلَقَدْ رَأَيْتُكَ تَقْدُمُ فِيهِ إِقْدَامًا مَا أَظُنُّكَ فِيهِ تُرِيدُ الْقَتْلَ، وَتَتَأَخَّرُ تَأَخُّرًا أَظُنُّكَ فِيهِ تُرِيدُ أَنْ تَفِرَّ، قَالَ: فَلَسْتَ حَيْثُ ظَنَنْتُ، وَلَكِنِّي أَقْدُمُ إِذَا رَأَيْتُ التَّقَدُّمَ غُنْمًا، وَأَتَأَخَرُّ إِذَا رَأَيْتُ التَّأَخُرَّ حَزْمًا، وَإِنِّي لَكَمَا قَالَ الشَّاعِرُ:

<<  <  ج: ص:  >  >>