للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صِفَةُ الثَّعْلبِ أَدْنَى جَرْيِهِ ... وَإِذَا يُرْكَضُ يَعْفُورٌ أَشِرْ

وَيُقَالُ لِلْفَرَسِ إِذَا مَرَّ يَقْرُبُ: مَرَّ يَعْدُو الثَّعْلَبِيَّةَ، وَالْيَعْفُورُ: ظَبْيٌ.

أَشِرْ: نَشِيطٌ، وَتَقُولُ الْعَرَبُ: أَغَارَ إِغَارَةَ الثَّعْلَبِ إِذَا أَسْرَعَ، وَمِنْهُ قِيلَ لِلْفَرَسِ مَغْمُورًا، إِذَا كَانَ شَدِيدَ الدَّفْعَةِ.

وَقَالَ فِي حَدِيثِ مُعَاوَيَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ، وَدَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو الطُّفَيْلِ، فَنَالَ مِنْهُ بَعْضُ الْقَوْمِ، فَقَالَ مُعَاوَيَةُ " هَلْ تَعْرِفُ هَؤُلَاءِ يَا أَبَا الطُّفَيْلِ؟ ، قَالَ: مَا أُنْكِرُهُمْ مِنْ سُوءٍ، قَالَ: هَذَا فُلَانٌ وَفُلَانٌ ".

قَالَ يَعْقُوبُ: قَوْلُهُمْ: مَا أُنْكِرُهُمْ مِنْ سُوءٍ، أَيْ لَمْ يَكُنْ إِنْكَارِي مِنْ سُوءِ رَأَيْتُهُ مِنْهُمْ، إِنَّمَا هُوَ لِقِلَّةِ الْمَعْرِفَةِ.

وَقَالَ فِي حَدِيثِ مُعَاوَيَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ «أَنَّهُ خَرَجَ وَنَشْرُهِ أَمَامَهُ» .

النَّشْرُ: مَا تَضَوَّعَ مِنَ الرَّائِحَةِ الطَّيَّبَةِ مِنَ الْمِسْكِ وَغَيْرِهِ، وَمِنْهُ قِيلَ: فُلَانُ طَيِّبُ النَّشْرِ إِذَا كَانَ ثَنَاؤُهُ فِي النَّاسِ حَسَنًا.

وَقَالَ فِي حَدِيثِ مُعَاوَيَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ، " أَنَّهُ قَالَ: " يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ تَطْلُبُونَ مَا قَبْلِي، وَاللَّهِ لَقَدْ كَنْتُمْ قَلِيلًا مَعِي، كَثِيرًا عَلَيَّ، وَلَفَلَلْتُمْ حَدِّي يَوْمَ صِفِّينَ حَتَّى رَأَيْتُ الْمَنَايَا تَلَظَّى فِي أَسِنَّتِكُمْ، حَتَّى إِذَا أَقَامَ اللَّهُ مَا حَاوَلْتُمْ مَيْلَهُ، قُلْتُمْ: ارْعَ

<<  <  ج: ص:  >  >>