للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

زبيد ثم إلى تعز ودفن في تربة والده وكان دفنه يوم الخامس عشر من الشهر المذكور. وكان دخول السلطان زبيد يوم الأربعاء من الشهر المذكور. فأمر بالقراءة عليه في زيد سبعة أيام في الجامع.

وفي يوم السابع عشر من الشهر المذكور جرد السلطان العساكر إلى بلاد المعازبة فلم يجدوا فيها أحداً فنهبوا وحرقوا القرى ولم يظفروا بأحد ولا وجدوا أحداً.

وفي غرة شهر صفر أمر السلطان بكتب منشور لأهل وادي سهام يتضمن الصدقة عليهم بزيادة معاد في القطيعة. فكانت هذه من فعلاته الحسان.

وفي هذا التاريخ أستمر الأمير عز الدين بقية بن محمد بن الفخر والياً بزبيد فسار بالناس جميعاً سيرة حسنة وارتفق بولايته كل أحد من الناس على اختلاف طبقاتهم. وفي النصف من صفر المذكور أوقع الأمير بهاء الدين بهادر الشمسي بالمقاصرة فقتل منهم طائفة وحمل من رؤوسهم إلى باب السلطان نحواً من خمسين رأْساً. وفي الثامن عشر من الشهر المذكور وصل القاضي وجيه الدين عبد الرحمن بن محمد العلوي مطلوباً إلى باب السلطان وكان في سجن عدن كما ذكرنا أَولاً. فأَذم عليه السلطان وآنسه بنفسه وتحقق السلطان براءَته مما قيل عنه. وكان أحد الرجال الكملة رأْياً وعقلاً ورياسةً ونبلاً وأَفضالاً وفضلاً.

وفي سلخ صفر نزلت العرب عن الخيل وسلموها إلى الأمير بهاء الدين بهادر الشمسي بعد أن أجلاهم عن أوطانهم وقتل طائفة من فرسانهم.

وفي التاسع عشر من شهر ربيع الأَول وصلت هدية من الديار المصرية إلى السلطان ووصل صحبة الهدية جماعة من عمال الحرير بالإسكندرية.

وفي اليوم الثالث عشر من شهر ربيع الآخر وصل من خيول العرب أربعة وثلاثون رأْساً أرسل بها الشمسي ووصل هو بالباقي يوم السادس عشر ووصل بأموال الجهة الشامية. وفي اليوم التاسع عشر من الشهر المذكور وقع حريق في الثغر المحروس بعدن وكان حريقاً شديداً فاتلف من المدينة شيئاً كثيراً من البيوت والأموال

<<  <  ج: ص:  >  >>