للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيُّ النونين المحذوفة من {أتُحَاجُّونِي} ١ أهي نون الرفع؛ فيلزم حذفها من غير ناصب ولا جازم، وهو خلاف ما تقرر، أم نون الوقاية التي التزمت لتقي الفعل من الكسر، فيفوت الغرض الذي جيء بها لأجله؟

وتقرير الجواب أن المحذوف نون الوقاية ٢.

قوله: (فيفوت الغرض.) إلى آخره، قلنا: ممنوع إذ هو حاصل بنون الرفع. فتأمّل.

قوله: وأما٣ {إلاّ أن يَعْفُون} ٤ دفع لسؤال يتوهم وروده على ما قرره من أنّ نصب هذه الأفعال بحذف النون، فيقول: إن (أنْ) ناصبة، إذ هي المصدرية والفعل الذي دخلت عليه منصوب بها، مع أن نونه ثابتة لم تحذف في النصب.

ووجه الدفع أنّ هذه الواو والنون المتصلتين بهذا الفعل ليستا واو الجماعة ونون الرفع، بل هذه الواو من نفس الفعل، وهي لامه، هذه النون ضمير النسوة، والفعل غير معرب، بل هو مبني لمباشرة نون الإناث له،


١ من الآية ٨٠ من سورة الأنعام، وهي بالتخفيف على قراءة نافع، كما تقدم.
٢ وهذا قول الأخفش وأبي علي وابن جني وبعض المتأخرين، ومذهب سيبويه أن المحذوف نون الرفع، ورجحه ابن مالك بأدلة كثيرة.
ينظر الكتاب ٣/٥١٩ وشرح التسهيل لابن مالك ١/٥٦ وهمع الهوامع ١/٥١- ٥٢.
٣ جواب (أما) قول ابن هشام في المتن: (وأما إلا أن يعفون فالواو أصل.) .
٤ من الآية ٢٣٧ من سورة البقرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>