مَوْرًا﴾ [الطور: ٩]، ثم الانشقاق والانفطار، كقوله تعالى: ﴿إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ﴾ [الانفطار: ١]، وقوله تعالى: ﴿إِذَا السَّمَاءُ انشَقَّتْ﴾ [الانشقاق: ١]، وقوله: ﴿وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ﴾ [المرسلات: ٩]، ثم تصبح واهية، ثم وردة كالدهان، وتطوى كما قال تعالى: ﴿وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ﴾ [الزمر: ٦٧]، ثم يخلق سبحانه سموات جديدة.
﴿وَاهِيَةٌ﴾: ضعيفة غير متماسكة بعد أن فقدت قواها الجاذبية والمغنطيسية والكهربائية بعد أن كانت محكمة كما قال تعالى: ﴿وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ﴾ [الذاريات: ٤٧]، ولذلك سبحانه ذكر كلمة انشقت في عدة آيات ليدل على شدة تماسك وبناء السموات بقوة التي وصفها سبحانه ﴿وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ﴾ [ق: ٦]، ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت أو فطور، ويومئذ تفتح السماء فتكون أبواباً، كما قال تعالى: ﴿وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا﴾ [النبأ: ١٩]، أيْ: طرقاً ومسالك لنزول الملائكة.
﴿عَلَى أَرْجَائِهَا﴾: أطرافها جمع رجا أيْ: جانب أيْ: جوانبها وحافاتها فبعد أن كانت السّماء مكانَهم ومستقرَّهم انشقت وانفطرت صاروا إلى أطرافها وجوانبها ينتظرون الأمر بالنّزول إلى أرض المحشر ليحيطوا بالمخلوقات أو ينتظرون أمر ربهم.
﴿وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ﴾: حمل العرش مجاز، ولا يعلم به إلا الله، فوقهم: أيْ: يرى الناس عرش ربهم فوقهم يحمله ﴿ثَمَانِيَةٌ﴾: نكرة ثمانية من الملائكة أو ثمانية صفوف أو ثمانية آلاف أو ملايين من الملائكة، كما قال تعالى: ﴿هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِى ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ﴾ [البقرة: ٢١٠].