للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سخر لهنَّ ما يحتجن للطيران ويمسكهنَّ من الوقوع على الأرض، فهذا من مظاهر رحمة الرّحمن، وإذا قارنا هذه الآية مع الآية (٧٩) في سورة النحل وهي قوله تعالى: ﴿أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِى جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ﴾: نجد أن آية النحل جاءت في سياق التسخير (لقوله تعالى مسخرات)، والتسخير: يعني التذليل والقهر، فذكر اسم الله تعالى الجامع لجميع صفاته، وفي آية المُلك ذكر فعل الطيران، وعدم سقوطها فهذا من الرحمة فذكر اسم الرحمن مع ذلك.

﴿إِنَّهُ بِكُلِّ شَىْءٍ بَصِيرٌ﴾: إنّه: للتوكيد، بكلّ: الباء للإلصاق والمصاحبة.

كل شيء بصير: شيء نكرة تعني: أيَّ شيء مهما كان وأينما كان أحاط بصره بكلّ شيء في السموات والأرض وما بينهما.

فهذه البراهين الدّالة على قدرة الله تعالى من أنّه عليم بذات الصّدور، وجعل الأرض لكم ذلولاً، وسخر للطير ما يحتاجه للطيران، ويمسكها أن تقع على الأرض، وأنّه بكلّ شيء بصير تكفي وتؤكد أنّ الله قادر على خسف الأرض أو إرسال حاصباً أو إرسال عذاباً عليكم من فوقكم أو من تحت أرجلكم.

سورة الملك [٦٧: ٢٠]

﴿أَمَّنْ هَذَا الَّذِى هُوَ جُندٌ لَّكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِى غُرُورٍ﴾:

بعد ذكر البراهين على قدرته تعالى يوبخ المشركين الذين يظنون أنّ هناك من ينصرهم من غير الله أو الرّحمن، فيقول:

﴿أَمَّنْ﴾: أصلها أم + من، أم: المنقطعة للإضراب الانتقالي، ومن: للاستفهام الإنكاري والتّوبيخ أن يكون لهم ناصر سوى الله إذا أراد أن يخسف بهم الأرض أو يعذبهم، فليس هناك من يمنع عذابه.

﴿هَذَا﴾: الهاء للتنبيه، ذا: اسم إشارة للقرب ويفيد الذّم والتّحقير.

<<  <  ج: ص:  >  >>