للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ينادون فربما كانوا ينادون ربهم؛ لكي ينقذهم، أو نادوا لكلّ من يستطيع أن ينقذهم من الهلاك.

﴿وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ﴾: ولات: مركبة من (لا) النّافية (عموم النّفي)، وزيدت فيها التّاء للمبالغة والتّوكيد، ولات: تستعمل لنفي الحين؛ أي: حين لا مناص، وهي من أخوات ليس مختصة بنفي الزّمن كما قال عطاء والفراء: لات بمعنى ليس. حين: يعني زمن غير محدد، مناص: بمعنى الفرار والخلاص يقال: ناص إذا فاته ونجا، فمعنى ولات حين مناص: وليس هناك وقت للهروب والنّجاة وليس الزّمن زمن فرار ونجاة من عذاب الله ﷿.

سورة ص [٣٨: ٤]

﴿وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ﴾:

﴿وَعَجِبُوا﴾: كفار مكة.

﴿أَنْ﴾: تعليلية.

﴿جَاءَهُمْ﴾: والمجيء فيه نوع من المشقة والصّعوبة، مقارنة بأتاهم الّذي فيه معنى السهولة.

﴿مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ﴾: أي رسول منذر (من الإنذار وهو الإعلام والتّحذير)، منهم: من العرب أو من جنسهم وليس من الملائكة وهو رسول الله محمّد .

﴿وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا﴾: هذا: الهاء للتنبيه، ذا اسم إشارة يشير إلى رسول الله ، وإذا قارنا هذا بالآية (٢) من سورة (ق) فقال الكافرون: ﴿هَذَا لَشَىْءٌ عَجِيبٌ﴾: جاء بالفاء في سورة (ق) فاء السببية؛ لأن ما قبلها قد يكون سبباً لما بعدها، أو الفاء: تدل على الترتيب والمباشرة؛ أي: في آية (ق) قال الكافرون مباشرة: ﴿هَذَا لَشَىْءٌ عَجِيبٌ﴾، بينما في سورة (ص): ﴿وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ﴾.

<<  <  ج: ص:  >  >>